استاذي عبد الحميد تصفحت هذه الليلة بعضا من ذكرياتك الجميلة واللتي تسطر باحرف من ذهب لما تحمله من صدق في النقل والمشاعر وعدم التعالي فضلا عن ماتحمله من معان جميلة نقلتها لتكون نبراسا يهتدى به فلذات اكبادنا ليعرفوا المعاناة التي قابلتكم ومن كان في زمنكم في مسيرة حياتكم العلمية والعملية ويحمدوا الله على ما ننعم به من نعم في هذا الزمن ... ابا ياسر : وفقت في سرد الاحداث باسلوب شيق وأخاذ ولا استقصي من شارك هنا من الاعضاء حمود بن احمد وبن ناصر وسعد دوبح و و و فالكل ابدع وليعذرني الاخرون فالاسماء كثيرة ... دعواتي لكم جميعا بالصحة والسعادة وطولة العمر في طاعة الله . |
شرفتني يا ابا اديب بمرورك جعلني الله عند حسن ظنك بي وأسال الله سبحانه أن يمتعك بالصحة والعافية انه سميع مجيب وتقبل خالص اتحياتي وتقديري .
|
. ***** اقتباس:
تخيلت أبا ياسر وقد اختلط دمعه بالسكر وربما لم يسلم كم الثوب الأزرق من بعض النفحات الكريمة وبين هذا وذاك يتحين صافرة النهاية ليقلع من مدرج المدرسة كالريح ليهبط في ساحة البيت رافعا يديه بعلامة النصر رحم الله والدتك يا أبا ياسر فقد كانت نموذج للرزانة والثقة والعقل وصورتها لا تغيب وهي فراش المرض بكامل عقلها تسال عن احوالنا وتتمنى لنا سفراً سعيدا ذكرياتك تفتح لنا شريط الذكريات ونتابع ونترحم على من مات لك خالص تحياتي ***** |
خبزة الحنطه
أشكر الأخ والصديق عبد الحميد على أن أتاح لنا الفرصه لنفضفض عما في صدورنا تحت هذا الباب وأنا اقول عندي الكثير وسأزيح شيئا مما في صدري وسأودعه هذا الباب مع التباسط في لغة الكتابة وندير ظهرنا لسيبويه والأخفش والكسائي وغيرهم من علماء النحو فأقول: إلى أبنائي وبناتي وأحفادي من الذين ولدوا في زمان البيتزا والبيبسي والبسكويت وأنواع اللحوم وأصناف الفواكه والحلويات ، إليكم يامن تقبلون على الأرز والسندوتشات وتصدون عن خبزة الحنطه والدغابيس والعصيده (تراث الآباء والأجداد) إليكم يامن ترغبون عن اللحم وترغبون في الهمبرجر والبيتزا وتنأون عن شرب العصيرات الطازجه وتقبلون بشغف على البيبسي جهلا منكم بأضرارها العظيمه وعد واغلط من الثياب والفساتين والبنطلونات و.....و....إلخ
إعلمو جميعا أن أقصى امانينا كانت كسرة خبز تسد جوعنا وثوبا يستر عوراتنا حتى السروال لم يكن من الأساسيات في عهدنا وأن وجد فنعده من الكماليات. ندرس في الصباح ونعود بعد أن نصلي العصر في المدرسه وندرس كذلك يوم الخميس وبعد العوده من المدرسه تنتظرنا أعمال أُخَر ، مثل رعي الغنم أو كل واحد ياخذ مذراه (زنبيل كبير من الخصف ) ويذهب إلى الوادي لملئه بالخلأ (النباتات ) علف للبقر أو بجفوف من تحت العرعر لفرشه تحت الثور والبقره والحماره والغنم والكل يعمل والبيت يكاد يكون خلية نحل ولايجمع بيننا إلا طعام العشاء على فقره وقلته نأكله في الحوش مستغلين ضوء القمر هذا عندما يكون فيه قمر لتوفير (القاز) اما اللحم فربما يمر علينا الأسبوع والأسبوعان والشهر والشهران لايدخل البيت لقلة ذات اليد وإذا حصل فإننا لانترك للكلاب إلا العظام الصلبه بعد أن نفرغها من المخ . أما الشاهي فنادرا إلا ان يأتي إلينا ضيوف أو مقهويه من الدار ،فلا تتصورون كم هي فرحتنا لأننا سنشرب شاهي(لأجل عين تكرم مدينه) والضيف أحياناً يكون رحمه لأهل البيت أما الحنطه (القمح) فقليلاً ما نأكلها ، لماذا؟! لأن علينا أن نبدأ بأكل الذره والبلسن (العدس) والدجر(اللوبيه) والمشعوره (خليط من القمح والشعير ) وأخيراً الشعير أما الحنطه فتعتبر كنزاً (عمله صعبه ) بتفسير زمانناً تبقى للمحزره أي للضيف والحاجة وغوائل الدهر ، ممكن بيعها عند الحاجه لأن سعرها مرتفع مقارنة بغيرها من الحبوب وأنتم لاتتصورون فرحتنا عندما نضيف أو نضاف لعلمنا أننا سنأكل خبز حنطه ونشرب شاهي أما محدثكم فعند ذهابه إلى المدرسه يجد بغيته في الحصول على خبزة الحنطه لأن بعض الزملاء قد مل من خبزة الحنطه مثل أولاد الصناع لأن أحوالهم المادية كانت أفضل بحكم الصنعه، كنت أبادلهم بخبزة الذره لأني مليت منها وعندي أيضا اسبير أخر (استبنا) فهو وحيد ابويه ويكبون له على خبزة حنطه لوحده ، فأتقاسمها معه ومانقص أيها الأبناء والأحفاد نكمله من نباتات الوادي من شخاميت العثرب وشخاميت العقش(أي البراعم الطريه) والغريرا والحجيلا والقراص هذه اسماء لاتعرفونها لأن الجوع مالككم (عضكم ). والأن سأتوقف حتى لا أثقل عليكم وسأواصل في الحلقه القادمه إن شاء الله سرد بعض مما عانيناه ومنها حكاية السكر التي كتب عنها الأخ عبد الحميد وإلى لقاء قريب يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله. |
بالرغم من محاولتي أخذ إجازة اختيارية من جميع المنتديات بعد أن أتعبني النظر والإجهاد .. إلا أن موضوع الأخ رفيق الدرب استوقفني وأجبرني على قطع الإجازة والرد عليه إعجابا بهذا السرد القصصي الواقعي الذي يشدك إلى عبق الماضي الذي نحن إليه بالرغم من قساوته .. ولو قدر لذلك الزمان أن يعود إلينا الآن لهرعت منظمات الإغاثة لإنتشالنا من الحالة التي نحن عليها .. حيث الأوضاع في تلك الأيام تقارب مايعانيه الآن بعض البشر في دارفور والصومال وغيرها .. حيث نشاهدهم بالثوب فقط ( وبدون كماليات ) إضافة إلى الجوع والفقر ولا حول ولا قوة إلا بالله الواقع الذي أشار إليه أخي الكريم ماضيا وحاضرا .. يذكرنا بأهمية شكر النعم التي أنعم الله بها علينا الآن .. والسبل التي نشكر بها هذه النعم والتي لا أشك بأن الكل يدرك هذا أملي من رفيق الدرب أن يواصل مسيرته الشيقة .. ولا يطول علينا بغيابه .. كل يومين أو ثلاثة صفحة واحدة .. مع خالص دعائي له بالتوفيق |
|
الحبيب الغالي : عبد الرحيم قسقس
جزاك الله خيرا على مداخلتك الجميلة جمال اخلاقك وادبك الجم ، وجزاك الله خيرا أن دعوت لوالدتي الحبيبة رحمها الله رحمة الابرار واسكنها فسيح الجنان ورحم والديك وكل عزيز لديك فقد اسعدتني بما تفضلت علي به لا عدمتك يا ابا توفيق . |
استاذي الفاضل : رفيق الدرب
لا استطيع أن اعبر عن فرحتي بما سطرته اناملك الكريمة ، خاصة وان الله حباك اسلوبا جذابا يجبر القارئ على الاستمرار في القراءة بل واجبر بعض الناس على أن يقطع اجازته الاختيارية ويعود ولو زقيت بعقالي بين يديه وحتى العمامة والكوفية ما عاد الا على مزاجه لكن اسلوبك الجميل اجبره على العودة . تكفى يا ابا صالح زدنا وربما يعود غيره . |
اقتباس:
استاذي رفيق الدرب اشكر لك حضورك المميز ومشاركتك التي تكشف جانب من حياتكم ومن كان قبلكم من الآباء والاجداد لعل فيها عبرة للابناء والاحفاد ليعرفوا النعم التي نتقلب فيها اليوم ولله الحمد والمنة ويؤدوا حقها .. لكن لا تنس ان تحدثنا عن الثلاجة التي نحفظ فيها اللحوم في ذلك الزمن آسف قصدي ( الحمالة ) التي نعلق عليها اللحم لحفظه ... اكرر شكري وتقديري وتقبل عاطر تحياتي |
اخي الحبيب بن ناصر :
ما اخفيك لوكنت قريبا من رفيق الدرب لقبلت رأسه لأنه اغراك بالعودة وقطعت من اجل ذلك اجازتك الاختيارية . يا ابا فيصل لو تعلم كم لك في قلبي من محبة لما فكرت في الانقطاع عن هذه الزاوية واشهد الله على محبتي لك في الله وأسأله سبحانه ان تكون خالصة له . شكرا على مداخلتك وارجو أن تستمر في التغريد إلى جوار كروان الساحات رفيق الدرب وتقبل خالص تحياتي وتقديري . |
الساعة الآن 02:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir