أعلم أنّ شهادتي مجروحة بإعتباري من أهل الدار
ولكنّها كلمة الحق التي نسأل عنها يوم لاينفع مال ولابنون
المخيم لم ولن يكن هدفه الرئيسي البحث عن السعادة فقط
فمهمته الأولى التواصل وتجديد العهد برفاق وجماعه لم نشاهدهم
منذ سنوات وزيادة رصيدنا من المعارف من خارج الوادي

جلست بجوار شخصيتين كريمتين من زوار المخيم وكانا يتحدثان
بصوت عالي فقال أحدهما للآخر كم لنا ماشفنا بعض ؟
فرد الثاني : أظنّها أكثر من 25 سنه وعرفت أنّهما كان
زميلي دراسة حتى المعهد .... فقلت في نفسي لم يلتقيا منذ ربع
قرن لا في فرح ولاعزاء ولكنّ المخيم جمعهما .

حدث ذلك أيضاً مع الأستاذ : سعد بن قاز حفظه الله
الذي كانت آخر مرة أشاهده في عزاء جدّي دغسان رحمه الله
عام 1407 ثم الأسبوع المنصرم أي بعد ربع قرن تقريباً .

هذه فرصة لشكر كل من تكبّد العناء بالتجهيز للمخيم وإقامته
وتوفير كل مايحتاجه من حاجيات ورعاية ومتابعة يومية ومبيت
حتى أتمّ ثلاثة أسابيع كاملة والغريب في الأمر أنّ القائمين على أمور المخيم
ومرتاديه لم يحرمهم ذلك من حضور المواجيب التي تزامنت مع إقامته فرحاً وترحاً
سواءً في جدة او مكة أو الطائف أو الباحة

لكل مخيم ميزة ونتائج

في المخيم الأول كان الهدف التواصل بين الجميع وقد تم
ولله الحمد فبات غالبية أهل الوادي وأصدقائهم ومعارفهم من خارجه
يعلمون موقعه ويخمنون متى سيقام .

في المخيم الثاني
كان للتعريف بالموروث الشعبي قصب السبق
فمورست العرضة واللعب والمسحباني والألوان الجنوبية
وحضر للمخيم كوكبة من الشعراء من غامد وزهران وبلغت
ليالي السمر أربع ليال رغم أنّ مدة المخيم أسبوعين .

في مخيم هذا العام تجلّى الوفاء بأبهى صوره
بداية بالدعاء لمن فارقونا ومروراً بالإنطلاق الجماعي
من المخيم لحضور إحدى المناسبات في الطائف
ثم بلمسة الوفاء التي قدمهما الكبيرين مقاماً ومواقفاً
نايف وصالح إبني عوضه حفظهما الله تجاه أعمدة المخيم حفظهم الله
ونهاية بحضور شخصيات لمن نشاهدهم من عشرات السنين
رغبة منهم ووفاءً للوادي وأهله .
والأهم أنّ المخيم زيد في مدته أسبوع وذلك دليالً على نجاحه .

المسألة ليست تنظير بل واقع معاش لمسناه بشكل يومي مما
يجعلني أثق أنّ المخيم الرابع بإذن الله ثم بجهود المخلصين
من أبناء الوادي سيكون غير .

شكراً للجميع .