ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   ساحة الأدب الفصيح (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=87)
-   -   المدائح النبوية البرده نهج البرده وأجمل قصائد مدح الرسول من عصر حسان إلى اليوم (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=4687)

أحمد بن فيصل 10-20-2008 01:48 PM



شرف الدين البوصيري محمد بن سعيد بن حماد بن "محسن بن" عبد الله بن صهناج بن ملال الصهناجي
اشتهر بالبوصيري.

تسمى هذه القصيدة بالبردة

أمِـنْ تذَكُّـرِ جيـرانٍ بـذي سلـمِ = مزجتَ دمعاً جرى من مقلـة ٍ بـدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقـاءِ كاظمـة = ٍوأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلـتَ اكففـا هَمَتـا = ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْـتَ اسْتَفِـقْ يَهِـمِ
أَيَحْسَبُ الصَّـبُّ أنَّ الحُـبَّ مُنْكتِـمٌ = ما بَيْنَ مُنْسَجِـم منـهُ ومضطَـرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَـلٍ = ولا أرقـتَ لذكـرِ البـانِ والــعَلم ِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّـا بعـدَ مـا شَهِـدَتْ = بهِ عليـكَ عـدولُ الدَّمْـعِ والسَّقَـم
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْـرَة ٍ وضَنًـى = مِثْلَ البَهـارِ عَلَـى خَدَّيْـكَ والعَنَـمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقنـي = والحُـبُّ يَعْتَـرِضُ اللَّـذاتِ بالأَلَـمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْـذِرَةً = منِّي إليكَ ولـو أنصفـتَ لـم تلُـمِ
عَدَتْـكَ حالِـيَ لا سِـرِّي بمُسْتَتِـرٍ = عـن الوُشـاة ِ ولادائـي بمنحسـمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُـهُ = إنَّ المُحِبَّ عَن العُـذَّالِ فـي صَمَـمِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ فـي عـذلٍ = والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَـنِ التُّهَـم
فـإنَّ أمَّارَتـي بالسـوءِ مااتعظـتْ = من جهلها بنذيـرِ الشيـبِ والهـرمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيـلِ قِـرَى = ضيفٍ المَّ برأسـي غيـر محتشـمِ
لو كنـتُ أَعْلَـمُ أنِّـي مـا أوَقِّـرُهُ = كتمتُ سِراً بـدا لـي منـهُ بالكتـمِ
من لي بِـرَدِّ جمـاٍ مـن غوايتهـا = كمـا يُـرَدُّ جمـاحُ الخيـلِ باللجـمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْـرَ شَهْوَتِهـا = إنَّ الطعـامَ يُقَـوِّي شهـوة َ النهـمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على = حُبِّ الرَّضـاعِ وإنْ تَفْطِمْـهُ يَنْفَطِـم
فاصرفْ هواها وحـاذرْ أنْ تُوَلِّيَـهُ = إنَّ الهوى ما تولَّى يُصـمِ أوْ يَصـمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمـة = ٌوإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِـم
كَمْ حَسَّنَـتْ لَـذَّة ٍ لِلْمَـرءِ قاتِلَـة = ًمن حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَـمِ
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع = فَرُبَّ مَخْمَصَـة ٍ شَـرٌّ مِـنَ التُّخَـمِ
واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ = مِنَ المَحارِمِ وَالْـزَمْ حِمْيَـة َ النَّـدَمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما = وإنْ هُما مَحَّضـاكَ النُّصـحَ فاتهـم
وَلا تُطِعْ منهما خَصْمـاً وَلا حَكمَـاً = فأنْتَ تَعْرِفُ كيْـدَ الخَصْـمِ والحَكـمِ
أسْتَغْفِرُ الله مِـنْ قَـوْلٍ بِـلاَ عَمَـلٍ = لقد نسبتُ بـه نسـلاً لـذي عقـمِ
أمرتكَ الخيرَ لكـنْ ماائتمـرتُ بـهِ = وما استقمتُ فماقولي لـك استقـمِ
ولا تَـزَوَّدْتُ قبـلَ المَـوْتِ نافِلـة ً = ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَـمْ أَصُـمِ
ظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظـلامَ إلـى = أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّـرَّ مِـنْ وَرَم
وشدَّ مِنْ سَغَـبٍ أحشـاءهُ وَطَـوَى = تحتَ الحجارة ِ كشحـاً متـرفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّـمُّ مـن ذهـبٍ = عـن نفسـهِ فأراهـا أيمـا شمـمِ
وأكَّـدَتْ زُهْـدَهُ فيهـا ضـرورتـهُ = إنَّ الضرورة َ لاتعدو علـى العصـمِ
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ = لولاهُ لم تخرجِ الدنيـا مـن العـدمِ
محمدٌسيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـيـنِ وال = فريقينِ مـن عُـربٍ ومـن عجـمِ
نبينَّـا الآمـرُ الناهـي فـلا أحـدٌ = أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْـهُ وَلا «نَعَـمِ»
هُوَ الحَبيبُ الـذي تُرْجَـى شَفاعَتُـهُ = لكل هـول مـن الاهـوال مقتحـم
دعا إلـى اللهِ فالمستمسكـونَ بـهِ = مستمسكونَ بحبـلٍ غيـرِ منفصـمِ
فاقَ النبيينَ في خلْـقٍ وفـي خُلُـقٍ = ولـمْ يدانـوهُ فـي علـمٍ ولا كَـرَمِ
وكلهـمْ مـن رسـول اللهِ ملتمـسٌ = غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَـمِ
وواقفـونَ لديـهِ عـنـدَ حَـدِّهـمِ = من نقطة ِ العلمِ أومنْ شكلة ِ الحكمِ
فهْوَ الـذي تَـمَّ معنـاهُ وصُورَتُـه = ثمَّ اصطفاهُ حبيبـاً بـارىء ُ النَّسـمِ



~~ شموخ ~~ 10-20-2008 06:46 PM






نـُورٌ أَضاءَ بَصِيَرتي فَأضـاءَني

لمَّـا تَـذَكْرَتُ الحَبيـبَ مُحَمَّـدَا

وكَأنَّما سَطَعَتْ شُمُوسٌ في دَمـِي

وكأنَّمــا قَمَرُ السَـمَاءِ تَعـَـدَّدا

فَبِـذِكْرهِ يحلـو الوجُـودُ فَنرتَقي

يا حظَّ مَنْ باسمِ الحَبيـبِ تَـزوَّدا

!!!

هُـوَ بالرِّسَالـةِ والهدَايةِ قَدْ أتـى

شَرُفَتْ بِه الدُنيا... وكَانَ مُكَمَّـلا

مِـنْ بَعْـدِ شّقِّ الصَّدْرِ وُجِّهَ قَلبُـهُ

للغَـارِ .. مُعْتَكِفَـاً ..غَـدا مُتَأمِّـلا

حَتى بَـدا جِبريـلُ قَالَ اقرأ وقُلْ

فَكأنّـَهُ في العِلـمِ كَــــانَ الأوَّلا

!!!

عَـرَفَتْ قُريشٌ أنَّهُ قَمَــرُ الـدُجَى

وَقَرينُ صِـدقِ القَولِ تِلكَ صِــفَاتُـه

في النَّاسِ كانَ رَشـيدَ حِسٍّ باسمـًا

كالأُقْحُـوانِ ... تألَّقَـتْ وَجَنَـاتُـهُ

وَضَميرُهُ الحيُّ اِنَبرى يَسـمُو بِهـمْ

لو تَبخَلِ الدُنيـا.... تَـزِيدُ هِـباتُـهُ

!!!

صَلَّى عَليهِ اللهُ الرُسْلُ والملأُ الملائِكُ

في العُـلا .. وَصَلاتُهُ سَعْدٌ وَوَعْـدْ

صَلَّى عَليهِ اللهُ والأُمَمُ التي جَــاءتْ

وَرَاحَـتْ والتي لـمْ تَأتِ بَعـــدْ

صَلَّـى عَليـهِ الطَّيرُ والأشْــجَارُ

والجُدْرَانُ والأنْهَارُ في قُرْبٍ وَبُعْـدْ

!!!

يا لِيلَةَ الإسْـرَاءِ قُولي ، أَفْصِحي

للمَسْجِدِ الأقصَى سَرى بَلْ أُكْرِمــا

بمَــدَارجِ الفَـلَكِ العَلِيّـَةِ بَعدَمَـا

بالمُرسَلينَ جَميعِهِمْ .. صَلَّى.. سَـما

في المنُتهى.. خُطُواتُ جِبرِيلِ انثَنَتْ

ودَعَـا مُحَمَّـدَنَا... لأنْ يَتَقَـدَّمـا

!!!

سَبعُـونَ أَلفَـاً مِنْ حِجَابٍ..أُخْرِقَتْ

لمُحَمّـَدٍ ، مِـنْ بَعْدِ صَمْتٍ غَلَّفَــا

قَـدْ هَـمَّ يَخْلَـعُ نَعْلَـهُ لَكِنْ بَـدَا

نـُورٌ عَلى نُـورٍ عَلى نُورٍ طَفــا

نَـادَاهُ رَبُّ العَـاَلميــنَ مُؤكِـداً

أَنْ يَـا مُحَمَّدُ أَنْتَ أَنتَ المُصطـفى


!!!

وَلْتَشْهدي يَـا لَيْلَةً هَجَرَ الرَّسُــولُ

بـِلادَهُ فِيـها .... بِأَمْـرِ اللهِ لَــهْ

هَلْ عَشَّشَتْ تِلكَ الحَمَائِمُ صُدْفَـــةً

والعَنْكَبـوتُ بِخَيْطِـهِ ... قَدْ ظَـلَّلَهْ

واللهِ لا ..... فالعَنكَبـوتُ يُحِبّـُـهُ

والطَّيـرُ أَيضـاً أمـرُ رَبى أَرسَلهْ

!!!

كَمْ سَاءَلوني مَنْ تحُِبُ عَلى المـَدَى

قُلْتُ الإلهُ الوَاحِدُ الفَردُ الصَــمَـدْ

كَمْ سَاءَلوني مَنْ تحُِـبُّ لأجلِـــهِ

قُلتُ المكَمَّلُ في الصِفَاتِ المُعْتَمَــدْ

لَـو سَاءَلـوني عَنْ مَحَبَّةِ آلِــهِ

سَأَقُولُ هُمْ في القَلبِ عِشْقٌ لا يُـرَدْ

!!!

كُنْ يا حَبيبي لـي شَفِيعاً عِندَما

تَفني الحياةُ ويَنتَهي التَشييدُ

لَكَ يا ابنَ عَبْد اللهِ في حَلاوةٌ

فـالقَلبُ يَنْطِقُ واللِّسانُ يُعِيدُ

فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَـذْكُرَ اسمَكَ دَائِماً

فَبِنـورِ ذِكْرِكَ يَعْذُبُ التَرديدُ



[img][/img]







عبدالرحيم بن قسقس 10-27-2008 10:18 PM

.

*****

ورد في السير شعر في مدح الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وفخر بعزة الله سبحانه وتعالى وإذلاله للكفار في يوم بدر

أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ أَبْلَى رَسُولَهُ = بَلاءَ عَزِيزٍ ذِي اقْتِدَارٍ وَذِي فَضْلِ
بِمَا أَنْزَلَ الْكُفّارَ دَارَ مَذَلّةٍ = فَلاقَوْا هَوَانًا مِنْ إسَارٍ وَمِنْ قَتْلِ
فَأَمْسَى رَسُولُ اللّهِ قَدْ عَزّ نَصْرُهُ = وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ أُرْسِلَ بِالْعَدْلِ
فَجَاءَ بِفُرْقَانِ مِنْ اللّهِ مُنَزّلٍ = مُبَيّنَةٌ آيَاتُهُ لِذَوِي الْعَقْلِ
فَآمَنَ أَقْوَامٌ بِذَاكَ وَأَيْقَنُوا = فَأَمْسَوْا بِحَمْدِ اللّهِ مُجْتَمِعِي الشّمْلِ
وَأَنْكَرَ أَقْوَامٌ فَزَاغَتْ قُلُوبُهُمْ = فَزَادَهُمْ ذُو الْعَرْشِ خَبْلا عَلَى خَبْلِ
وَأَمْكَنَ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ رَسُولَهُ = وَقَوْمًا غِضَابًا فِعْلُهُمْ أَحْسَنُ الْفِعْلِ
بِأَيْدِيهِمْ بِيضٌ خِفَافٌ عَصَوْا بِهَا = وَقَدْ حَادَثُوهَا بِالْجَلاءِ وَبِالصّقْلِ
فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ نَاشِئٍ ذِي حَمِيّةٍ = صَرِيعًا وَمِنْ ذِي نَجْدَةٍ مِنْهُمْ كَهْلِ
تَبِيتُ عُيُونُ النّائِحَاتِ عَلَيْهِمْ = تَجُودُ بِإِسْبَالِ الرّشَاشِ وَبِالْوَبْلِ
نَوَائِحَ تَنْعَى عُتْبَةَ الْغَيّ وَابْنَهُ = وَشَيْبَةَ تَنْعَاهُ وَتَنْعَى أَبَا جَهْلِ
وَذَا الرّجُلِ تَنْعَى وَابْنَ جُدْعَانَ فِيهُمُ = مُسَلّبَةً حَرّى مُبَيّنَةَ الثّكْلِ
ثَوَى مِنْهُمْ فِي بِئْرِ بَدْرٍ عِصَابَةٌ = ذَوِي نَجَدَاتٍ فِي الْحُرُوبِ وَفِي الْمَحْلِ
دَعَا الْغَيّ مِنْهُمْ مَنْ دَعَا فَأَجَابَهُ = وَلِلْغَيّ أَسْبَابٌ مُرَمّقَةُ الْوَصْلِ
فَأَضْحَوْا لَدَى دَارِ الْجَحِيمِ بِمَعْزِلِ = عَنْ الشّغَبِ وَالْعُدْوَانِ فِي أَشْغَلْ الشّغْلِ

*****

عبدالرحيم بن قسقس 10-27-2008 10:35 PM

.

*****

قال كعب بن مالك في يوم بدر

عَجِبْت لأَمْرِ اللّهِ وَاَللّهُ قَادِرٌ = عَلَى مَا أَرَادَ لَيْسَ لِلّهِ قَاهِرُ
قَضَى يَوْمَ بَدْرٍ أَنْ نُلاقِيَ مَعْشَرًا = بَغَوْا وَسَبِيلُ الْبَغْيِ بِالنّاسِ جَائِرُ
وَقَدْ حَشَدُوا وَاسْتَنْفَرُوا مَنْ يَلِيهِمْ = مِنْ النّاسِ حَتّى جَمْعُهُمْ مُتَكَاثِرُ
وَسَارَتْ إلَيْنَا لا نُحَاوِلُ غَيْرَنَا = بِأَجْمَعِهَا كَعْبٌ جَمِيعًا وَعَامِرُ
وَفِينَا رَسُولُ اللّهِ وَالأَوْسُ حَوْلَهُ = لَهُ مَعْقِلٌ مِنْهُمْ عَزِيزٌ وَنَاصِرُ
وَجَمْعُ بَنِي النّجّارِ تَحْتَ لِوَائِهِ = يُمَشّونَ فِي الْمَاذِي وَالنّقْعُ ثَائِرُ
فَلَمّا لَقِينَاهُمْ وَكُلّ مُجَاهِدٌ = لأَصْحَابِهِ مُسْتَبْسِلُ النّفْسِ صَابِرُ
شَهِدْنَا بِأَنّ اللّهَ لا رَبّ غَيْرَهُ = وَأَنّ رَسُولَ اللّهِ بِالْحَقّ ظَاهِرُ
وَقَدْ عُرّيَتْ بِيضٌ خِفَافٌ كَأَنّهَا = مَقَايِيسُ يُزْهِيهَا لِعَيْنَيْك شَاهِرُ
بِهِنّ أَبَدْنَا جَمْعَهُمْ فَتَبَدّدُوا = وَكَانَ يُلاقِي الْحَيْنَ مَنْ هُوَ فَاجِرُ
فَكُبّ أَبوْ جَهِلَ صَرِيعًا لِوَجْهِهِ = وَعُتْبَةُ قَدْ غَادَرْنَهُ وَهُوَ عَائِرُ
وَشَيْبَةُ وَالتّيْمِيّ غَادَرْنَ فِي الْوَغَى = مَا مِنْهُمْ إلا بِذِي الْعَرْشِ كَافِرُ
فَأَمْسَوْا وَقُودَ النّارِ فِي مُسْتَقَرّهَا = وَكُلّ كَفُورٍ فِي جَهَنّمَ صَائِرُ
تَلَظّى عَلَيْهِمْ وَهِيَ قَدْ شَبّ حَمْيُهَا = بِزُبُرِ الْحَدِيدِ وَالْحِجَارَةِ سَاجِرُ
وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ قَدْ قَالَ أَقَبِلُوا = فَوَلّوْا وَقَالُوا : إنّمَا أَنْتَ سَاحِرُ
لأَمْرِ أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَهْلِكُوا بِهِ = وَلَيْسَ لأَمْرِ حَمّهُ اللّهُ زَاجِرُ

*****

عبدالرحيم بن قسقس 10-27-2008 10:58 PM

.

*****

القصيدة التالية لحسان بن ثابت الأنصاري وفيها يرد على قصيدة منسوبة لعبد الله بن الزبعرى السهمي وقيل أن القصيدة للأعشى بن زرارة ويبكي فيها قتلى بدر من الشركين (القصيدة لا تستحق الذكر)

ابْكِ بَكَتْ عَيْنَاك ثُمّ تَبَادَرَتْ = بِدَمِ تُعَلّ غُرُوبُهَا سَجّامِ
مَاذَا بَكَيْت بِهِ الّذِينَ تَتَابَعُوا = هَلا ذَكَرْت مَكَارِمَ الأَقْوَامِ
وَذَكَرْت مِنّا مَاجِدًا ذَا هِمّةٍ = سَمْحَ الْخَلائِقِ صَادِقَ الإِقْدَامِ
أَعْنِي النّبِيّ أَخَا الْمَكَارِمِ وَالنّدَى = وَأَبَرّ مَنْ يُولِي عَلَى الإِقْسَامِ
فَلِمِثْلِهِ وَلِمِثْلِ مَا يَدْعُو لَهُ = كَانَ الْمُمَدّحَ ثَمّ غَيْرَ كَهَامِ

*****

عبدالرحيم بن قسقس 10-27-2008 11:41 PM

.

*****

وقال حسان بن ثابت الأنصاري في بدر أيضا

تَبَلَتْ فُؤَادَك فِي الْمَنَامِ خَرِيدَةٌ = تَشْفِي الضّجِيعَ بِبَارِدِ بَسّامِ
كَالْمِسْكِ تَخْلِطُهُ بِمَاءِ سَحَابَةٍ = أَوْ عَاتِقٍ كَدَمِ الذّبِيحِ مُدَامِ
نُفُجُ الْحَقِيبَةِ بُوصُهَا مُتَنَصّدٌ = بَلْهَاءُ غَيْرُ وَشِيكَةِ الأَقْسَامِ
بُنِيَتْ عَلَى قَطَنٍ أَجَمّ كَأَنّهُ = فُضُلا إذَا قَعَدَتْ مَدَاكُ رُخَامِ
وَتَكَادُ تَكْسَلُ أَنْ تَجِيءَ فِرَاشَهَا = فِي جِسْمِ خَرْعَبَةٍ وَحُسْنِ قَوَامِ
أَمّا النّهَارُ فَلا أَفْتُرُ ذِكْرَهَا = وَاللّيْلُ تُوزِعُنِي بِهَا أَحْلامِي
أَقْسَمْت أَنْسَاهَا وَأَتْرُكُ ذِكْرَهَا = حَتّى تُغَيّبَ فِي الضّرِيحِ عِظَامِي
يَا مَنْ لِعَاذِلَةِ تَلُومُ سَفَاهَةٌ = وَلَقَدْ عَصَيْت عَلَى الْهَوَى لُوّامِي
بَكَرَتْ عَلَيّ بِسُحْرَةِ بَعْدَ الْكَرَى = وَتَقَارُبٍ مِنْ حَادِثِ الأَيّامِ
زَعَمَتْ بِأَنّ الْمَرْءَ يَكْرُبُ عُمْرَهُ = عَدَمٌ لِمُعْتَكِرِ مِنْ الأَصْرَامِ
إنْ كُنْت كَاذِبَةَ الّذِي حَدّثْتنِي = فَنَجَوْت مَنْجَى الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ
تَرَكَ الأَحِبّةَ أَنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ = وَنَجَا بِرَأْسِ طِمِرّةٍ وَلِجَامِ
تَذَرُ الْعَنَاجِيحَ الْجِيَادَ بِقَفْرَةِ = مَرّ الدّمُوكِ بِمُحْصَدِ وَرِجَامِ
مَلأَتْ بِهِ الْفَرْجَيْنِ فَارْمَدّتْ بِهِ = وَثَوَى أَحِبّتُهُ بِشَرّ مَقَامِ
وَبَنُو أَبِيهِ وَرَهْطُهُ فِي مَعْرَكٍ = نَصَرَ الإِلَهُ بِهِ ذَوِي الإِسْلامِ
طَحَنَتْهُمْ وَاَللّهُ يُنْفِذُ أَمْرَهُ = حَرْبٌ يُشَبّ سَعِيرُهَا بِضِرَامِ
لَوْلا الإِلَهُ وَجَرْيُهَا لَتَرَكْنَهُ = جَزَرَ السّبَاعِ وَدُسْنَهُ بِحَوَامِي
مِنْ بَيْنِ مَأْسُورٍ يُشَدّ وَثَاقُهُ = صَقْرٍ إذَا لاقَى الأَسِنّةَ حَامِي
وَمُجَدّلٍ لا يَسْتَجِيبُ لِدَعْوَةِ = حَتّى تَزُولَ شَوَامِخُ الأَعْلامِ
بِالْعَارِ وَالذّلّ الْمُبَيّنِ إذْ رَأَى = بِيضَ السّيُوفِ تَسُوقُ كُلّ هُمَامِ
بِيَدَيْ أَغَرّ إذَا انْتَمَى لَمْ يُخْزِهِ = نَسَبُ الْقِصَارِ سَمَيْدَعٍ مِقْدَامِ
بِيضٌ إذَا لاقَتْ حَدِيدًا صَمّمَتْ = كَالْبَرْقِ تَحْتَ ظِلالِ كُلّ غَمّامِ

*****

عبدالرحيم بن قسقس 10-28-2008 12:16 AM

.

*****

ولحسان بن ثابت الأنصاري في بدر عدد من القصائد منها

لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ يَوْمَ بَدْرٍ = غَدَاةَ الأَسْرِ وَالْقَتْلِ الشّدِيدِ
بِأَنّا حِينَ تَشْتَجِرُ الْعَوَالِي = حُمَاةُ الْحَرْبِ يَوْمَ أَبِي الْوَلِيدِ
قَتَلْنَا ابْنَيْ رَبِيعَةَ يَوْمَ سَارَا = إلَيْنَا فِي مُضَاعَفَةِ الْحَدِيدِ
وَفَرّ بِهَا حَكِيمٌ يَوْمَ جَالَتْ = بَنُو النّجّارِ تَخْطِرُ كَالأُسُودِ
وَوَلّتْ عِنْدَ ذَاكَ جُمُوعُ فِهْرٍ = وَأَسْلَمَهَا الْحُوَيْرِثُ مِنْ بَعِيدِ
لَقَدْ لاقَيْتُمْ ذُلا وَقَتْلا = جَهِيزًا نَافِذًا تَحْتَ الْوَرِيدِ
وَكُلّ الْقَوْمِ وَلّوْا جَمِيعًا = وَلَمْ يَلْوُوا عَلَى الْحَسَبِ التّلِيدِ

*****

يَا حَارّ قَدْ عَوّلْت غَيْرَ مُعَوّلٍ = عِنْدَ الْهِيَاجِ وَسَاعَةَ الأَحْسَابِ
إذْ تَمْتَطِي سُرُحَ الْيَدَيْنِ نَجِيبَةً = مَرْطَى الْجِرَاءِ طَوِيلَةَ الأَقْرَابِ
وَالْقَوْمُ خَلْفَك قَدْ تَرَكْت قِتَالَهُمْ = تَرْجُو النّجَاءَ وَلَيْسَ حِينَ ذَهَابِ
أَلا عَطَفْت عَلَى ابْنِ أُمّك إذْ ثَوَى = قَعْصَ الأَسِنّةِ ضَائِعَ الأَسْلابِ
عَجِلَ الْمَلِيكُ لَهُ فَأَهْلَكَ جَمْعَهُ = بِشَنَارِ مُخْزِيَةٍ وَسُوءِ عَذَابِ

*****

مُسْتَشْعِرِي حَلَقِ الْمَاذِيّ يَقْدُمُهُمْ = جَلْدُ النّحِيزَةِ مَاضٍ غَيْرُ رِعْدِيدِ
أَعْنِي رَسُولَ إلَهِ الْخَلْقِ فَضّلَهُ = عَلَى الْبَرّيّةِ بِالتّقْوَى وَبِالْجُودِ
وَقَدْ زَعَمْتُمْ بِأَنْ تَحْمُوا ذِمَاركُمْ = وَمَاءُ بَدْرٍ زَعَمْتُمْ غَيْرَ مَوْرُودِ
ثُمّ وَرَدْنَا وَلَمْ نَسْمَعْ لِقَوْلِكُمْ = حَتّى شَرِبْنَا رُوَاءَ غَيْرَ تَصْرِيدِ
مُسْتَعْصِمِينَ بِحَبْلِ غَيْرِ مُنْجَدِمٍ = مُسْتَحْكَمٍ مِنْ حِبَالِ اللّهِ مَمْدُودِ
فِينَا الرّسُولُ وَفِينَا الْحَقّ نَتْبَعُهُ = حَتّى الْمَمَاتِ وَنَصْرٌ غَيْرُ مَحْدُودِ
وَافٍ وَمَاضٍ شِهَابٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ = بَدْرٌ أَنَارَ عَلَى كُلّ الأَمَاجِيدِ

*****

خَابَتْ بَنُو أَسَدٍ وَآبَ غَزِيّهُمْ = يَوْمَ الْقَلِيبِ بِسَوْءَةٍ وفُضُوحِ
مِنْهُمْ أَبُو الْعَاصِي تَجَدّلَ مُقْعَصًا = عَنْ ظَهْرِ صَادِقَةِ النّجَاءِ سَبُوحِ
حَيْنًا لَهُ مِنْ مَانِعٍ بِسِلاحِهِ = لَمّا ثَوَى بِمَقَامِهِ الْمَذْبُوحِ
وَالْمَرْءُ زَمْعَةُ قَدْ تَرَكْنَ وَنَحْرَهُ = يُدْمِي بِعَانِدِ مُغْبَطٍ مَسْفُوحِ
مُتَوَسّدًا حُرّ الْجَبِينِ مُعَفّرًا = قَدْ عُرّ مَارِنُ أَنْفِهِ بِقُبُوحِ
وَنَجَا ابْنُ قَيْسٍ فِي بَقِيّةِ رَهْطِهِ = بِشَفَا الرّمَاقِ مُوَلّيًا بِجُرُوحِ

*****

أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَتَى أَهْلَ مَكّةَ = إبَارَتُنَا الْكُفّارَ فِي سَاعَةِ الْعُسْرِ
قَتَلْنَا سَرَاةَ الْقَوْمِ عِنْدَ مَجَالِنَا = فَلَمْ يَرْجِعُوا إلا بِقَاصِمَةِ الظّهْرِ
قَتَلْنَا أَبَا جَهْلٍ وَعُتْبَةَ قَبْلَهُ = وَشَيْبَةُ يَكْبُو لِلْيَدَيْنِ وَلِلنّحْرِ
قَتَلْنَا سُوَيْدًا ثُمّ عُتْبَةَ بَعْدَهُ = وَطُعْمَةَ أَيْضًا عِنْدَ ثَائِرَةِ الْقَتْرِ
فَكَمْ قَدْ قَتَلْنَا مِنْ كَرِيمٍ مُرَزّإِ = لَهُ حَسَبٌ فِي قَوْمِهِ نَابِهُ الذّكْرِ
تَرَكْنَاهُمْ لِلْعَاوِيَاتِ يَنُبْنَهُمْ = وَيَصْلَوْنَ نَارًا بَعْدَ حَامِيَةِ الْقَمْرِ
لَعُمْرك مَا حَامَتْ فَوَارِسُ مَالِكٍ = وَأَشْيَاعُهُمْ يَوْمَ الْتَقَيْنَا عَلَى بَدْرِ

*****

عبدالرحيم بن قسقس 11-19-2008 01:25 AM

.

*****

يقول الشاعر الموريتاني الشيخان ولد الطلبة ( مَنَّ آبَّ )

ذكرتك فاستبقيـت ذكـرك لـي ذخـرا = وأَيْقَنْتُ فِي الدُّنْيَا بِفَوْزِي وَفي الأخـرَى
وأيقنـت بالمأمـول فـي كـل مطلـب = أُؤَمِّلُـهُ وَالْعُسْـرُ يُقْلَـبُ لِـي يُسْـرَى
وذكـرك لـي مهمـا ذكـرتـك مِـنَّـة = تؤَمِّننِي مِنْ كُـلِّ مَـا أَخْتَشِـي الدَّهْـرَا
فإنـك أنـت الواحـد الصمـد الــذي = تَعَالَيْـتَ عَـنْ تَكْيِيـفِ إِدْرَاكِنَـا قَـدْرَا
لك الحمد يا مولاي في مـا جـرى بـه = قَضَاءُكَ حُلْـواً كَـانَ صُـورَةً أَوْ مُـرَّا
لـك الحمـد إذْ أرسلـت أحمـد رحمـة = إِلَى الْخَلْقِ مُهْدَاةً مَحَـوْتَ بِـهِ الْـوِزْرَا
فلولاه لـم نسلـك إلـى الحـقِّ مسلكـاً = وَلَمْ نَجْتَنِـبْ نَهْيـاً وَلَـمْ نَمْتَثِـلْ أَمْـرَا
ولكنّـه أبـدى لنـا منـهـج الـهـدى = وَأَبْقَـاهُ مَكْتُوبـاً لَنَـا سُــوَراً تُـقْـرَا
وقد أظهـر التوحيـد شَمـسَ ظهيـرةٍ = وَسَاقَـطَ فِـي تَحْقِـيـقِ أَلْفَـاظِـهِ دُرَّا
دعـانـا لتوحـيـدِ الإلــه بهـديـه = فَمَنْ لَمْ يَـؤُبْ بِالطََّـوْعِ ذَلَّ لَـهُ قَسْـرَا
ومولـده الميمـون يـا نعـم يـومـه = وَيَـا نِعْمَـهُ عَامـاً وَيَـا نِعْمَـهُ شَهْـرَا
شَفَتْنَـا بـه الشِّفـاءُ إذْ هـي بشـرت = بمولـده يَـا نِعْمَهَـا النِّعْمَـةَ الْكُبـرى
لـه قـد حمدنـا حيـث سمـي أحمـدا = وَتِلْـكَ بِحَمْـدِ الله مَحْـمَـدَة أُخْــرى
فيـا نِعمَـه نَجْـلاً ويـا نِعـمَـه أبــاً = وَيَا نِعْمَـهُ زَوْجـاً وَيَـا نِعْمَـهُ صِهْـرَا
ويـا نِعمَـه عبـداً لـمـولاه سـيـداً = عَلَـى خَلْقِـهِ لاَ خُلْـفَ فِيـهِ وَلاَ نُكْـرَا
ويـا نِعمَـه حصنـاً وكهفـاً وملـجـاً = وَيَا نِعْمَهُ جَبْـراًَ لِمَـنْ يَشْتَكِـي كَسْـرَا
ويـا نِعْمَـه علمـاً وحلمـاً وحكـمـةً = وَيَـا نِعْمَـهُ جُـوداً نَـذُمُّ لَـهُ الْبَحْـرَا
ويـا نِعمَـه حُسْنـاً ونـوراً وبهـجـةً = نَـذُمُّ لَـهُ شَمـسَ الظَّهِيـرَةِ وَالْـبَـدْرَا
ولمَّـا نفـاهُ المشـركـون وأعلـنـوا = عَلَى الْمُسْلِمِيـنَ التَّابِعِيـنَ لَـهُ الشَّـرَّا
غزاهـم وهـم جـمٌ غفـيـرُ مضـلـلٌ = فَأَهْدَى وَأَبْدَى الْقَتْلَ وَالسَّبْـيَ وَالاْسْـرَا
أقامـت لنـا ديـن الهـدى غـزواتُـهُ = فَـلاَ غُـزْوَةٌ إِلاَّ بِهَـا أَحْـرَزَ النَّصْـرَا
ومـازال يغـزوهـم بـعـزمٍ مـؤيَّـدٍ = بنُصْـرَةِ دِيـنِ الله كَـيْ يَهْـدِمَ الْكُفْـرَا
فَمَـا إِنْ غَــزَا إَلاَّ وَكَــانَ حَلِيـفَـه = مِـنَ الله نَصْـرٌ قَـدْ يَشُـدُّ لَــهُ أَزْرَا
فخَيبـرٌ سَلْهَـا وَالنَّضِـيـرَ وَخَنْـدَقـاً = وَسَلْ َمكةً واسـأل حنينـاً وسـل بـدرا
فكـم ردَّ أعــداء الإلــه بغيظـهـم = ولم يحصلـوا إلا علـى صـورةٍ نَكْـرا
قد أنقذنـا مـن زيـغ الإشـراك منَّـةً = مـن الله لـم نعبـد يغـوث ولا نسـرا
فَيَا لِـكِ مِـن نُعْمـى قـد أنعـم ربُّنـا = علينـا بهـا لا نستطيـع لهـا شكـرا
مَحَامِـدُهُ جَلَّـتْ عَـنِ الْحَصْـرِِ كَثْـرَةً = أيُحْصي الحصى مَنْ رَامَ يَوْماً لهُ حَصْرَا ؟
فَكُـلُّ ثَنَـاءٍ جَـاءَ فِـي مَـدْحِ غَيْرِكُـم = فَمَدْحٌّ لَكُـمْ طَبْعَـاً وَأَنْتُـمْ بِـهِ أَحْـرَى
وَكُـلُّ جَمَـالٍ مِـنْ جَمَـالِـكَ أَصْـلُـهُ = تَفَـرَّعَ لاَشَــكٌ بِــذَاكَ وَلاَ إِطْــرَا
وَكُــلُّ دَوَاعٍ لِـلْـغَـرَامِ فَأَصْـلُـهَـا = مَحَبَّتُكُـمْ تُغْـرِي الْمُحِـبَّ بهَـا إِغْـرَا
تَجَلَّيْـتَ فِـي عَفْـرَاءَ عِنْـدَ مُحِبِّـهـا = فَلَوْلاَكَ مَا إِنْ قَالَ مَـا قَـالَ فِـيْ عَفْـرَا
فَقُرْبُكُـمُ عِـزِّي وَفَــوْزِي وَبُغْيَـتِـي = يُبَاعِدُنِي الضَّـرَّا وَيُدْنِـي لِـي السَّـرَّا
فَهَا أَنَا أَهْوَى الْحَشْـرَ إِنْ صَـحَّ أَنَّنِـي = بِكُمْ أَلْتَقِي بِالْحَشْـرِ يَـا حَبَّـذَا الْحَشْـرَا
أَلاَ يَـا رَسُــولَ الله إِنِّــي سميـكـم = بِكُـمْ أَحْتَمِـي لاَ أَخْتَشِـي مَعَكُـمْ ضُـرَّا
وَإِنِّــي فَقِـيـرٌ لاَجِــئٌ لِجَنَـابـكُـمْ = وَإِنَّـكَ مِنِّـي لِـلَّـذِي أَرْتَـجِـي أَدْرَى
عَلَيْكُـمْ مَـعَ الآلِ الْكِـرَامِ وَصَحْبِـكُـمْ = صَـلاَةً مَـعَ التَّسْلِيـمِ دَائِمَـةٌ تَـتـرَى


*****

عبدالرحيم بن قسقس 11-24-2008 12:28 AM

.


*****

محمد بن عبد الرحمن الحسني في مدح الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام


أعَيْنَـيَّ وَجْـداً تُهْرِقَـانِ مَعـاً دَمَـا = نَجِيعاً حَكَى لَوْنـاً عَلـى الْخَدِّعَنْدَمـاَ
فَهَذا أنَـا وَالصَّـدْرُ يَرْشَـحُ بالَّـذي = بِـهِ فَتَبـدَّى كَوْنُـهُ مُتْرَعـاً دَمــاَ
وَكَوْني فتى أمْسـى جَريحـاً فـؤادُهُ = بأسْهُـمِ حُـبٍ دَامَ دَهْـراً فَدَمْـدَمـاً
وكنت على ركن من الصبـر ثابـت = فصادفَـهٌ طـودُ الهـوى فتهـدمـا
فساومـت مكنـون المعانـي تعلـلا = فأنشـد لي "هـل غـادروا مترَدمَـا"
وأيقنـت أنـي عمهـن دعونـنـي = حسانُ القوافي لاحواصـنُ كالدمـى
فلمـا بـدا لـي فوتهـا ونفورهـا = خشمـت خـدودي إثرهـن تندمـا
فقلت وليل الهم قـد كـان سرمـدا = ألـم يـان للإصبـاح أن يتقـدمـا
فيالـك مـن ليـل تخـال نجـومـه = وقد قهقرت في المشي نظمـا تهدمـا
فحاولتُ مـن هـم الغـرام تخلصـا = وأعرضتُ عن إلزام ماليـس ملزمـا
وقبـل فكـري إثـر نعـل محـمـد = ولـو جئـت مغنـاه لقبلـه فـمـا
فإن لم تكن لي خيمة حـول رمسـه = فهـذا هـواه فـي فـؤادي خيـمـا
فيا ليت خـدي كـان موطـئ نعلـه = وصدري ضريحا جامعا منه أعظمـا
عظامـا ولحمـا حـرم الله أكلـهـا = على الأرض إنعامـا لهـا وتكرمـا
منزهـة عـن لفـظ مثـل خـلالـه = وعن كاف تشبيه سوى بعد نفي مـا
فما مثلـه البحـر الخضـم تكرمـا = ولا كثنـايـاه الـبـروق تبسـمـا
فلو قسته ضـوءا وجـودا وجـرأة = بشمس وضرغام ووبل متـى همـا
لكنت كمن قد شبه الشمـس بالسهـا = وبالطـل وكافـا وبالهـر ضيغـمـا
أرى أفعل التفضيل وصفـا مساعـدا = لمن شاء فـي وصفيـه أن يتكلمـا
أبر وأوفـى خيـرا أحسـن خلقـة = وخلقا وأنـدى بطـن راح وأكرمـا
معاجزه ما اسطعـت ذكـر جميعهـا = فأبهمـت ما أسطيـع منهـا تعظمـا
كواجد مـاء قاصـر عـن وضوئـه = فجنـب طهـرا ناقـصـا فتيمـمـا
ويتـرك مقـدورا عليـه مطـهـر = إذا هو لـم يقـدر علـى أن يتممـا
ولكنني في نفـي حصـر حصرتـه = فلـم أبــق للنـقـاد إلا التسلـمـا
ألا كل مدح قلتـه فيـك غيـر مـا = تقول النصارى في المسيح ابن مريما
نبـي كليـم الله موسـى وروحــه = أقـر لـه إقـرار موسـى وآدمــا
ألا يوم يأتي الله في ظلـل مـن = الــغمام فخـذ منـي هنالـك معصمـا
وقدني واشفع لي لدى الله واسقنـي = من الحوض سقيا ليس يعقبه الظمـا
قصدتـك يامـن بالشفاعـة خصـه = إله الـورى صلـى عليـه وسلمـا
أرى الشعراء العمي غيـرك يممـوا = وعند ذوي الأبصار كنـت الميممـا
وهـا أنـا أهديهـا إليـك قصيـدة = لتجعلهـا لـي جُنّـة مـن جهنمـا
وتجعل لـي يـوم الوقـوف مظلـة = وفوق الصراط الصعب تنصب سلمـا
يداك أنا استوهبت إحداهمـا الغنـى = وأستوهب الأخرى الشفاعـة مغنمـا
لتضمن لي أمنا علـى الله والمنـى = أيا من إلى بيـت المكـارم ينتمَـى
عليـك صـلاة الله ثــم سـلامـه = وآلـك والأصحـاب مـع تابعيهمـا
لك السبق فضـلا والتأخـر مولـدا = وكنـت لرسـل الله بـدءا ومختمـا


*****

~~ شموخ ~~ 11-24-2008 06:42 AM





http://www.tgareed.com/vb/images/use...1130273888.gif

أرى كلّ مدح للنبيّ مقصرا

وإن سطرت كلّ البرية أسطرا


فما أحدٌ يحصي فضائل أحمدٍ

وإن بالغ المثني عليه وأكثرا


إذا اللـه أثنى بالذي هو أهله

كفاه بذا فضلاً من اللـه أكبرا


وفي سورة الأحزاب صلى بنفسه

عليه فما مقدار ماتمدح الورى



http://www.tgareed.com/vb/images/use...1130273888.gif




عبدالرحيم بن قسقس 12-13-2008 02:29 AM

.

*****

لا شك ولا ريب

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~ شموخ ~~ (المشاركة 50428)




http://www.tgareed.com/vb/images/use...1130273888.gif

أرى كلّ مدح للنبيّ مقصرا

وإن سطرت كلّ البرية أسطرا


فما أحدٌ يحصي فضائل أحمدٍ

وإن بالغ المثني عليه وأكثرا


إذا اللـه أثنى بالذي هو أهله

كفاه بذا فضلاً من اللـه أكبرا


وفي سورة الأحزاب صلى بنفسه

عليه فما مقدار ماتمدح الورى



http://www.tgareed.com/vb/images/use...1130273888.gif




شكرا للأخت شموخ على التواصل

*****

عبدالرحيم بن قسقس 12-13-2008 02:46 AM

.

*****

الشيخ محمد سعيد اليدالي

صـلاة ربـي مـع السـلام = علـى حبيبـي خيـر الأنـام
بادي الشفوف داني القطوف = بـر عطـوف ليـث همـام
ذاك النـبـي الهـاشـمـي = ذاك العلي الهـادي التهامـي
ذاك الرفيـع الغـوث المنيـع = ذاك الشفيـع يـوم القـيـام
عين الكمـال عيـن الجمـال = قطب الجـلال قطـب الكـرام
نافي الضلال ضافـي الظـلال = صافـي الـزلال لكـل ظـام
جم الخصـال جـم المعالـي = جـم النـوال نـداهُ هـامـي
زين الخـلال زيـن الرجـال = زين الفعال زيـن الأسامِـي
عالي المنار عالـي الفخـار = عالي النجـار عالـي المقـام
بدر السعود وافـي الوعـود = وافي العهـود وافـي الذمـام
قطب الوجود مغنـي الوفـود = مدني الأسـود مـن الحمـام
هادي العباد هـادي الأيـادي = جال الأعـادي جـال الظـلام
حام الحقائق غوث الخلائـق = صاف الخلائق كـاف الزُّنـام
أسنى الوسئل أسنى المحافـل = مسدي الجلائل مردي اللئـام
طود الجلاله بـادي البسالـه = نجم الرسالـه بـدر التمـام
سهل السجايـا جـم المزايـا = بين البرايـا وسـط النظـام
مبدي العجائب مهدي الرغائب = لـه كتائـب أُسـد اللّـطـام
سود الوقائع خضر المرابـع = بيض الشرائع حمر السهـام
وجه جميـل طـرف كحيـل = ظـل ظليـل علـى الأنــام
فخـر أصيـل مجـد أثـيـل = خد أسيل فـي الفخـر سـام
عـز قديـم هـدي قـويـم = وجـه كريـم علـى السـلام
جـاه عظيـم مجـد صميـم = جـود عميـم بـلا انصـرام
خَلـق صبيـح خُلـق مليـح = نطق فصيـح أسنـى الكـلام
ليـث جريـئ غيـث مريـئ = غوث بريـئ مـن كـل ذام
هادٍ أميـن حصـن حصيـن = حبـل متيـن بـلا انفصـام
نـاء مـداه هــام نــداه = مـول عـداه حـد الحسـام
ذو المعـجـزات المبيـنـات = المحكمـات الغـر الـسـوام
أبـدى الإلـه سنـا حــلاه = زارت عـلاه ظبـا الـمـوام
والذئب عنـا والجـذع حنـا = لــه وأنــا كالمستـهـام
والبـدر شُقّـا لمـن ترقـى = وبـات يلـقـى بالإحـتـرام
والصخر سلم والجـو أظلـم = لـه تكلـم موتـى الـرجـام
والبئر فارت والسرح سـارت = دعى فصـارت خصبـا أزام
والشاة أبدت والشمـس ردت = لـه أُعــدت دار الـسـلام
والضرع درَّا والوحـش قـرَّا = لـه أقـرا ضــب الأكــام
والجذع خارا والغيـث فـارا = لمَّـا أشـارا إلـى الغـمـام
آيـاتُ طـه ليسـت تُباهـى = ولا تناهـى علـى الــدوام
قلبـي لديـه شوقـي إليـه = يزكو عليـه أزكـى السـلام
ماالدهر لاحت ذكـى وفاحـت = صبا وناحـت ورق الحمـام
علـى الإمـام أعلـى الأنـام = أنمى السـلام مـن السـلام
إنـي لشـاد خيـر العـبـاد = راجـى أيـاد منـه عـظـام
يامـن حبـاه بمـا حـبـاه = ثم اصطفاه هـب لـي مـرامِ
رب امحُ عني ماكـان منـي = سوءًا فإني بـك اعتصامـي
وحـط ذنبـي وأحـي قلبـي = فأنـت ربـي محـي العظـام
كفّر ذنوبي واستـر عيوبـي = واكشف كروبي واغفر أثامي
حقـق منانـا فيـك امتنانـا = واغفـر خنانـا بـذا الإمـام
قنا البلايـا وافتـح لنـا يـا = جـم العطايـا سُبـل السـلام
وارزق لنا يا بـاري البرايـا = عند المنايـا حسـن الختـام

*****

عبدالرحيم بن قسقس 12-24-2008 08:58 PM

.

*****

الشيخ إبراهيم إنياس بن الحاجّ عبد الله

حبانيَ خير النّـاسِ بـرّاً ولا غـروى = ألم يك خيـر العالميـن ؟ ولا شـروى
وقد جئتـه وهنـاً وشِبلـي ومـا جثـا = سوانا لدى أعتابـه وفـق مـا أهـوى
فخاطبـت محبوبـي وكِـدت لقـربـه = إخالُ لقا خيـر الـورى نِلتـه صفـوا
فقلـت وإنّــي مـغـرم فــي ودادِه = سلام على من يركب الطَّرفَ والقَصْـوا
توهّمـت أنّـي قـد مسسـتُ محمّـدا = وعانقني جهراً وطـاب لِـي المثـوى
صلاة على خير الخلائق مصطفـى ال = برايا الذي قد حطّـم الظُّلـم والبلـوى
سـلام عليـه مــن خـديـم متـيّـم = منَ اقصى بلاد الغرب للمصطفى المأوى
عليـك صــلاة الله ثــمّ سـلامـه = حياتـيَ لا تأثيـم فيـهـا ولا لـغـوا
عليـك صــلاة الله ثــمّ سـلامـه = فحُبِّـي دوامـاً للأمـيـن ولا لـهـوا
عليـك صــلاة الله ثــمّ سـلامـه = وتحفظُ نسلي عن ضلال وعـن إغـوا
وودّعتـه والدّمـع يجـري صبـابـةً = على حينَ لا يجدي بُكاءُ الفتى جـدوى
وودّعـتـه أسـتـودع الله عـنــدَه = شهادة حقٍ , أرفضُ الشّـرك والأهـوا
فـأشـهـد أنّ الله لا ربّ غــيــره = وطه إمامي المصطفى سنـدي الأقـوى
فمـا شاقنـي ربـعٌ بُعـيـد فـراقـه = ولا شاقنـي نجـدٌ ولا شاقـنـي أروى
ومن بريـاضٍ مـن جمـال وخُضـرة = وطِيب هواءٍ وهْي في الرّتبةِ القُصـوى
فهل هي تُسلِـي عـن عقيـقٍ وخنـدقٍ = وأُحْـدٍ وسلْـعٍ أو أريـسٍ ومـا أروى
وطـاب مُقامـي بـعـد ذاك بمـكّـةٍ = خلا لـي حطِيـمٌ والمقـام لنـا أقـوى
خلا لي سجـود عنـد بابـك خاشعـا = أُسائِـلُ ربـاًّ جـلّ شأنـا لنـا عفـوا
أُقبِّـل يمنـى الحـق جــلّ جـلالـه = لأحذوَ سُبل الهاشمِي المصطفى حَـذْوا
لزمـزم للميـزاب للحِجـر للصّـفـا = صفا لي أوقاتـي بجهـرِيَ والنّجـوى
أردِّد ذكــر الله لا شــيء غـيـره = أمامي وخلفي مثل مـن حقّـق المحـوا
وأسألـه سـتـرا وعـفـوا وتـوبـة = وهدْيا وتوفيفا وصونـا عـنِ الأسـوا
ونيـل قبـولٍ منـه والفـوز والرّضـا = ورؤيتُه وسـط الجنـان كمـا أهـوى
وإنّ الـذي قــد ردّ طــه لمـكّـةٍ = سيُرجِعُ إبراهيـم للمصطفـى المـأوي
على أحمد المُختـار مـن عنـد ربِّـه = صلاة وتسليـمٌ يطيـب بهـا المثـوى
عليـه مـع الآل الكـرام وصحـبـه = صلاة وتسليـم يفيـض بهـا الجـدوى


*****

عبدالرحيم بن قسقس 12-24-2008 09:10 PM

.

*****

قصيدة في مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر أن بعض أبياتها مكتوبة على الواجهة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف

يا خير من دفنت في الترب أعظمه = فطاب من طيبهن القـاع والأكـم
نفسي الفداء لقبـر أنـت ساكنـه =فيه العفاف وفيه الجـود والكـرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعتـه = عند الصراط إذا ما زلـت القـدم
لولاك ما خلقت شمـس ولا قمـر = ولا سمـاء ولا لـوح ولا قـلـم
فكن شفيعا متى ما ثرت من جدثي = فإنني ضيفكم والضيـف محتـرم
صلى عليك إله العرش ما طلعـت = شمس وحن إليك الضال والسلـم
وصاحبـاك فـلا ننساهمـا أبـدا = منا السلام عليهم ما جـرى القلـم
ياسيدي يا رسول الله خـذ بيـدي = فقد تحملت عبئـا فيـه لـم أقـم
أستغفر الله مما قد جنيـت علـى = نفسي ويا خجلي منه ويـا ندمـي
إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمن = يجيرني مـن عـذاب الله والنقـم
مولاي دعـوة محتـاج لنصرتكـم = يشكـو إليكـم أذى الأيـام والأزم
إنـي أعـوذ بكـم دنيـا وآخـرة = مما يسوء وما يفضي إلـى التهـم
تبلي عظامي وفيها مـن مودتكـم = هوى مقيم وشوق غيـر منصـرم
مـا مـر ذكركـم إلا وألزمنـي = نثر الدموع ونظم المدح في كلـم
عليكم صلـوات الله مـا سكـرت = أرواح أهل التقى في راح ذكرهم


*****

عبدالرحيم بن قسقس 02-03-2009 11:41 PM

.

*****

عبدالرحيم البرعي

عسى منْ خفـي اللطـفِ سبحانـهُ لطـفُ = بعطفـهِ بـرٍ فالكـريـمُ لــهُ عـطـفُ
عسى منْ لطيـفِ الصنـعِ نظـرة ُ رحمـةٍ = إلى منْ جفاهُ الأهـلُ والصحـبُ والألـفُ
عسـى فـرجٌ يأتـي بــهِ اللهُ عـاجـلاً = يسـرُّ بـهِ الملـهـوفُ إنْ عـمـهُ اللهفُ
عسـى لغريـبِ الـدارِ تدبـيـرُ رأفــةٍ = وبرٌّ منَ البارى إذا العيـشُ لـمْ يصـفُ
عـسـى نفـحـة ٌ فـرديـة ٌ صمـديـةٌ = بها تنقضـي الحاجـاتُ والشمـلُ يلتـفُّ
فإنـيَ والشـكـوى إلــى اللهِ كـالـذي = رمى نفسـهُ فـي لجـة ٍ موجهـا يطفـو
فمـنْ مـحـنِ الأيــامِ قلـبـي مـعـذبٌأ = لـمَّ بروحـي قبـلَ حتـفِ الفنـا حتـفُ
وإني لأرضـي مـا قضـى اللهُ لـي = ولـوْعبدتُ علـى حـرفٍ لأزرى بـي الحـرف
ولمْ أبنِ حسنَ الظـنِّ فـي سيـدي = علـى شفا جـرفٍ هـارٍ فينهـار بـي الجـرفُ
ولكـنْ دعــوتُ اللهَ يكـشـفُ كربـتـي = فمـا كربـة ٌ إلا ومـنـهُ لـهـا كـشـفُ
فكـمْ بسطـتْ كـفٌ بـسـوءٍ تريـدنـي = فقـالَ لهـا الكافـي ألا غـلـتِ الـكـفُّ
وكمْ هـمَّ صـرفُ الدهـرِ يصـرفُ نابـهَُ = عليَّ فجـاء الغـوتُ وانصـرفَ الصـرفُ
ولــمْ أعتـصـمْ باللهِ إلا ومــدَّ لــي = منَ البـرِّ ظـلاًّ فـي رضـاءٍ لـهُ وكـفَ
وإنـي لمستـغـن ٍ بفـقـري وفاقـتـي = إليـهِ ومستقـوٍ وإنْ كـانَ بـي ضـعـفُ
وفـي الغيـبِ للعبـدِ الضعيـفِ لطـائـفٌ = بهـا جفـتِِ الأقـلامُ وانطـوتِ الصحـفُ
فكـمْ راحَ روحُ اللهِ فـي خلـقـهِ وكــمْ = غـدا قبـلَ أنْ يرتـدَّ للناظـرِ الـطـرفُ
بقـدرة ِ مـنْ شـدَّ الهـوا وبنـى السمـا = طرائقَ فـوقَ الأرضِ فهـيَ لهـا سقـفُ
ومـنْ بسـطَ الأرضيـنَ فهـي بلطـفـهِ = لحـيِّ بنـى الدنـيـا وميتـهـمْ ظــرفُ
وألقـى الجبـالَ الشـمَّ فيـهـا رواسـيـاً = فليـسَ لهـا مـن قبـلِ موعدهـا نسـفُ
وألبسهـا مـنْ سنـدسِ النبـتِ بهـجـةً = منْ القطرِ مـا صنـفٌ يشابهـهُ صنـفُ
وسخـرَ مـنْ نشـرِ السحـابِ لواقـحـاً = إذا انتشـرتْ أدرتْ سحائبـهـا الـوطـفُ
وأنـشـأَ مــنْ ألفافـهـا كــلَّ جـنـةٍ بهِا الأبُّ = والريحـانُ والحـب والعصـفُ
ويعلـمُ مسـرى كـلِّ ســارٍ وســاربِ = ومـا أعلنـوهُ مـنْ خطايـا ومـا أخفـوا
و يحصى الحصى َ والقطرُ والنبتُ في الثرى = والأحقـافُ عـدٌّ قـلَّ أوْ كثـرَ الحـقـفُ
ويدري دبيبَ النملِ فـي الليـلِ إنْ سعـتْ = وإنْ وقفـتْ مـا أمكـنَ السعـيُ والوقـفُ
ووزنِ جـبـالٍ كـــمْ مثـاقـيـلَ ذرة ٍ = وكـيـلُ بـحـار ٍلا يغيضـهـا نـــزفُ
وكمْ فـي غريـبِ الملـكِ والملكـوتِ مـنْ = عجائـبَ لا يحصـى لأيسرهـا وصــفُ
فسبحـانَ مـن إنْ هـمَّ وهــمٌّ يقيـسـهُ = بـكـفءٍ وتكيـيـفٍ يلجـمـهُ الـكــفُّ
ولـمْ تحـطِ الـسـتُّ الجـهـاتُ بـذاتـهِ = فأيـنَ يكـونُ الأيـنُ والقبـلُ والخـلـفُ
وأنـتَ غيـاثـي عـنـدَ كــلِّ ملـمـة ِ = وكهفـي إذا لـمْ يبقَبيـنَ الـورى كهـفُ
فكـمْ صاحـبٍ رافقـتـهُ ليـكـونَ لــي = رفيقاً فأضحى وهـوَ بـادي الجفـا خلـفُ
وماشيـتُ مـن قـومٍ عــدوٌ صديقـهـمْ = إذا استنصـروا ذلـوا وإنْ وزنـوا خفـوا
طبـاعُ ذئـابٍ فــي ثـيـابٍ جميـلـة ٍ = بصائـرهـمْ عـمـيٌ قلوبـهـمُ غـلـفُ
يـلـوحُ عليـهـم للـنـفـاقِ دلائـــلٌ = وبالحكِّ يبـدُ الزيـفُ والذهـبُ الصـرفُ
فحلْ سيـدي مـا عشـتُ بينـي وبينهـم = بحولـكَ حتـى يخضـعَ الفـردُ والألــفُ
وأعلِ مقامي وانصـبْ اسمـي بخفضهـمْ = ليصرفَ كـلُّ اسـمٍ يحـقُّ لـهُ الصـرفُ
لأنــكَ معـروفـي ومـنـكَ عـوارفـي = إذا استنكـرَ المعـروفُ وانقطـعَ العـرفُ
وأثبـتْ بنـورِ العلـمِ والحلـمِ منـكَ لـي = سعـادة َ حـظٍ مــا لمثبتـهـا حــذفُ
وأيـدْ بحـرفِ الكـافِ والنـونِ حجـتـي = ليسبـقَ لـي مـنْ كـلِّ صالحـة ٍ حـرفُ
وقـلْ فـزتَ ياعبـدَالرحيـمَ برحـمـة ٍ = ومغـفـرة ٍ يــومَ المـلائـكُ تصـطـفُّ
وأكـرمْ لأجلـي مـنْ يليـنـي وأعطـنـا = مـنَ النـارِ أمنـاً يـومَ كـلٌّ لـهُ ضعـفُ
وصـلِّ عـلـى روحِ الحبـيـبِ محـمـدٍ = صلاة ً علاهـا النـورُ وانتشـرَ العـرفُ


*****

عبدالرحيم بن قسقس 03-08-2009 08:25 AM

.

*****

هذه القصيدة تضم أسماء سورالقرآن الكريم
ومع الأسف لم استدل على اسم القائل

في كل فاتحـة فـي القـول معتبـره = حق الثناء علـى المبعـوث بالبقـره
في آل عمـران قِدمـاُ شـاع مبعثـه = رجالهم والنساء استوضحـوا خبـره
من مـد للنـاس مـن نعمـاء مائـدة = عمت فليست على الأنعـام مقتصـره
أعراف نعماه مـا حـل الرجـال بهـا = إلا وأنفـال ذات الـجـود مبـتـدره
بـه تـوسـل إذ نــادى بتوبـتـه = في البحر يونـس والظلمـاء معتكـره
هود ويوسف كـم خـوف بـه أمنـا = ولن يروع صوت الرعد مـن ذكـره
مضمون دعوة إبراهيـم كـان ففـي = بيت الإله وفي الحجر إلتمـس أثـره
ذو أمـه كـدوي النـحـل ذكـرهـم = في كل قطـر فسبحـان الـذي فطـره
بكهف رحمـاه قـد لاذ الـورى وبـه = بشرى إبن مريم في الإنجيل مشتهـره
سمـاه طـه وحـض الأنبيـاء علـى = حج المكان الذي مـن أجلـه عمـره
قد أفلح الناس بالنور الـذي عمـروا = من نـور فرقانـه لمـا جـلا غـرره
أكابر الشعـراء اللسـن قـد عجـزوا = كالنمـل إذ سمعـت أذانهـم صـوره
وحسبـه قصـص للعنكبـوت أتــى = إذ حاك نسجا بباب الغـار قـد ستـره
فـي الـروم قـد شـاع قِدمـاً أمـره = وبه لقمان وفـق للـدر الـذي نثـره
كم سجدة في الأحـزاب قـد سجـدت = سُيُـوفـه فـأراهـم بــه عـبـرة
سبأ هم فاطـر السبـع العـلا كرمـا = لمن بيس بيـن الرسـل قـد شهـره
في الحرب قد صفت الأفـلاك تنصـره = فصاد جمع الأعـادي هازمـا زمـره
لغافـر الذنـب فـي تفضيلـه سـوراً = قد فصلـت لمعـان غيـر منحصـرة
شوراه أن تهجـر الدنيـا وزخرفهـا = مثل الدخان فيغش عيـن مـن نظـره
عزت شريعته البيضـاء حيـن أتـى = أحقاف بـدر وجنـد الله قـد نصـره
فجـاء بعـد القتـال الفتـح متصـلا = وأصبحت حجـرات الديـن منتصـره
بقـاف والـذاريـات الله أقـسـم = أنالـذي قالـه حــق كـمـا ذكــره
في الطور أبصر موسى نجـم سـؤدده = والأفق قـد شـق أجـلا لألـه قمـره
أسرى فنـال مـن الرحمـن واقعـة = وفي القرب ثبـت فيـه ربـه بصـره
أراه أشيـاء لا يقـوى الحديـد لهـا = وفـي مجادلـه الكـفـار قــد آزره
وفي الحشر يوم امتحان الخلق يٌقبـل = في صف من الرسل كـل تابـع أثـره
كـف يسـبـح لله الحـصـا بـهـا = فأقبل إذا جاءك الحـق الـذي نصـره
وأبصـرت عنـده الدنيـا تغابنـهـا = نالت طلاقا ولـم يصـرف لهـا نظـر
تحريمـه الحـب للدنيـا ورغبـتـه = عـن زهـرة الملـك عندمـا فطـره
في نـون قـد حقـت الأمـداح فيـه = بما أثنى به الله إذ أبـدى لنـا سيـره
بجاهـه سـأل نـوح فـي سفينـتـه = سفن النجاة وموج البحر قـد غمـره
وقالت الجـن جـاء الحـق فاتبعـوا = مزمـلاً تابعـا للحـق لـن يــزره
مـدثـراً شافـعـا يــوم القيـامـةهل = أتى نبى لـه هـذا العـلا ذخـره
في المرسـلات مـن الكتـب أنجلـى = نبأ عن بعثه سائر الأخبار قد سطـره
ألطافه النازعات الضيـم فـي زمـن = يوم به عبـس العاصـي لمـا ذَعَـره
إذا كــورت شـمـس ذاك الـيـوم = وانفطرت سماؤه ودعت ويل به الفجرة
وللسمـاء انشقـاق والبـروج خلـت = من طارق الشهب والأفـلاك مستتـره
فسبح أسم الذي فـي الخلـق شفعـه = وهل أتاك حديـث الحـوض إذ نهـره
كالفجر في البلـد المحـروس عزتـه = والشمس من نوره الوضاح مستتـره
والليـل مثـل الضحـى إذ لاح فيـه = ألم نشرح لك القول من أخباره العطره
ولو دعا التيـن والزيتـون لا بتـدرا = إليه في الحين فاقرأ تستعيـن خبـره
في ليلة القدر كم حـاز مـن شـرف = في الفجر لم يكن الإنسان قـد قـدره
كم زلزلـت بالجيـاد والعاديـات لـه = أرض بقارعـة التخويـف منتـشـرة
لـه تكاثـر آيـات قـد اشتـهـرت = في كـل عصـر فويـل للـذي كفـره
ألم تر الشمـس تصديقـا لـه خُبـت = على قريش وجـاء الـروح إذ أمـره
أرأيـت أن إلـه الـعـرش كـرمـه = وكوثر مُرسـل فـي حوضـه نهـره
والكافرون إذا جـاء الـورى طُـرِدوا = عن حوضه فلقـد تبـت يـدا الكفـرة
إخـلاص أمـداحـه شغـلـى فـكـم = فلق للبصح أسمعت فيه الناس مفتخره
أٌزكى صلاتي إلـى الهـادي وعترتـه = وصحبه وخصوصـا فيهـم العشـرة
صديقهم وعمـر الفـاروق أحزمهـم = عثمـان ثـم علـي مُهلـك الكـفـره
سعـد وسعيـد وعبـيـد وطلـحـه = وأبو عبيده وأبن عوف عاشر العشره
وحمـزه ثــم عـبـاس وآلهـمـا = وجعفـر وعقـيـل ســادة خـيـره
أولئك النـاس آل المصطفـى وكفـى = وصحبه المقتـدون السـادة البـرره
وفى خديجـة والزهـراء مـا ولـدت = أُزكى مديحي سأُهـدي دائمـا عُـزره
عن كل أزاوجه أُرضـي وأُثيـر مـن = أضحت براءتها فـى الذكـر منتشـره
أقسمـت لازلـت أهديـهـم شــذى = مدحي كالزهر ينثر من أكمامه زهـره



*****

وضاح 06-04-2009 05:40 PM

الأستاذ عبدالرحيم قسقس
جزاك الله خيرآ وجعل مانقلته
في موازين حسناتك وهذه
المشاركة ممتعة جدآ فواصل
ونحن نترقب جديدك
.

عبدالرحيم بن قسقس 06-15-2009 05:28 PM

.

*****

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وضاح (المشاركة 65519)
الأستاذ عبدالرحيم قسقس
جزاك الله خيرآ وجعل مانقلته
في موازين حسناتك وهذه
المشاركة ممتعة جدآ فواصل
ونحن نترقب جديدك
.

شكرا على مرورك وتواجدك

ولله الحمد لدي الكثير من المدائح النبوية سنوردها تباعا حتى يستمتع الأعضاء والزوار بمدح الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام

*****

عبدالرحيم بن قسقس 08-17-2009 03:54 AM

.

*****

قصيد للشاعر أحمد مصطفى شوقى
عضو نقابة الصحفيين المصريين ورئس رابطة الأدب الإسلامى بالقاهرة

يقال أنه ارتجلها عندما وقف عند الروضة الشريفة (والله اعلم)

القصيدة بعنوان "من وحي الحرمين"



آنسـت نـور الله جـل جلالـه = ومشيت حيث مشى النبي وآلـه
وبلغت أحسن مـا تمنـى مسلـم = وأعز مـا يسمـو إليـه خيالـه
مكنت من حظى فليس بشاغلـى = إدبــاره عـنـى ولا إقبـالـه
من يختتم سفر الحيـاة برجعـة = لله طــاب ختـامـه ومـآلـه
فضل من الرحمن كرمنـى بـهوه = و الذى لـم تجفنـى أفضالـه
ما زال ظل الله معتصمـى ويـاويلى = إذا امتنعت علـي ظلالـه
يا رب جآء إليك يلتمس الهـدى = عبـد لــه أوزاره وضـلالـه
قد خال آفاق الحجاز تضيق عـن = آثامـه وبهـا تـنـوء جبـالـه
عبر البحار إلى حمـاك ودمعـه = آمـالـه أو دمـعـه أوجـالـه
وخطا بأرضـك ذاهـلا وكأنمـا = طفقت تطـارد خطـوه أعمالـه
يا رب قد بلغتنـى أملـى ومـن = آواه بيتـك لـم تخـب آمـالـه
أنزلت فى القلب اللهيف سكينـة = لا روعـه بـاق ولا زلـزالـه
وأنلتنى شرف الطـواف وعـزه = سبحان ربـى لا يغيـض نوالـه
وشفبت شوقى للحطيم وزمـزم = والشوق طال على الفؤاد مطالـه
ولقد عببت زلال زمزم غاسـلا = قلبى به نعـم الغسـول زلالـه
قد حرم الري الحرام على دمـى = وجرى بزمزم فى الدماء حلالـه
ومقـام إبراهيـم قـد جاورتـه = ولـه سنـاه وقـدره وجـلالـه
وسعدت بالحجر الكريـم مقبـلا = ومجال إرخـاء الدعـاء مجالـه
وطربت للتسبيح من طير الحمى = وهدلـت لمـا شاقنـى هـدالـه
هذا الحمى قد كنت بعض حمامه = ولكل شاد فـى الـورى أمثالـه
أنس الحمام إلـي حتـى خلتـه = لى من كـرام الآل أو أنـا آلـه
لي شدوه لي أمنه ولـي اسمـه = إن لم يكن لي رسمـه وجمالـه
وخرجت من نسك إلى نسك كما = يهفـو لأعـذب منهـل نهـالـه
ودخلت موج المحرمين وكلهـ = مفرح وسربـال التقـى سربالـه
بين الصفا والمروة انبعثوا وهـم = عرس يـزف نسـاؤه ورجالـه
نشطوا فما أنـأ المسـن بسنـه = وقووا فما أعيا الهزيـل هزالـه
هان الزحام عليهم فـى نسكهـم = لا حـره يشكـى ولا أهـوالـه
الله ربـى وهـو أرحـم راحـم = تغنى الحجيج عن الظلال ظلالـه
ووقفت فى عرفات أذكر وقفـة = هي موثق الإسلام وهي كمالـه
هي وقفة للمصطفى أرست بهـا = ركن الحنيـف يمينـه وشمالـه
زكـى وعلـم ثـم ودع قومـه = وعـن الإلـه ووحيـه أقوالـه
صدق الوداع ففارق الدنيا إلـى = أهل السمـاء فأحسـن استقبالـه
ما بين أضياف السمـاء نظيـره = ما فى كواكبها الحسـان مثالـه
ثم ازدلفت إلى منى والكون يـملؤه = السنى والعيـد هـل هلالـه
ونحرت والجمع الكريـم مكبـر = ودم الذبائح قد جـرى سلسالـه
ورميت بالجمرات إبليس الـذى = هو لابـن آدم خسـره وخبالـه
وأفضت للبيت العتيـق تباركـت = أصباحـه وتقدسـت آصـالـه
ثم اتجهت لطيبـة طوبـى لمـن = شدت إلى روض النبي رحالـه
ولقد مررت بـآل بـدر خاشعـا = مـن ذا يفـوز بحظهـم وينالـه
قد جل عنـد الله منزلهـم فهـم = عمـال ديــن الله أو أبطـالـه
وصدحت فى حرم الرسول مؤذنا = والشعر أطلـق بالمديـح عقالـه
فكأننـى فـى مدحـه حسـانـه = وكأنمـا فــى الأذان بـلالـه
ووقفت بالصديـق عـز مقامـه = وأعز بأس المشركيـن نضالـه
وصفا لفخـر المرسليـن وداده = وزكت لدى الله العلـي خلالـه
وهتفت بالفاروق يا مـن نهجـه = عدل ومنـوال الهـدى منوالـه
من علم الأقيـال خشيتـه ومـن = كسرت نصال المشركين نصالـه
وذكرت عمار البقيع وكـل مـن = وصلت بأسبـاب النبـي حبالـه
إن الذيـن ذكـرت آل محـمـد = أزواجـه أنـصـاره أنسـالـه
أصحـابـه أحبـابـه أتبـاعـه = والضاربـون بسيفـه ورجالـه
ما بين مكـة والمدينـة موسـم = لله قـد حفلـت بـنـا أحفـالـه
على قضيت حقوقه عنـدى فـلا = نقصـت فرائضـه ولا أنفـالـه
عل المتاب قد ارتضاه البارئ = المتكبـر الحـي الشديـد محالـه
وأعاذ حجى مـن رجيـم همـه = إفسـاد مـا قدمـت أو إبطالـه
على من الفرق السعيد ولست من = فـرق شقـي أحبطـت أعمالـه
يا من يحب التائبين دعـاك مـن = صدق المتاب فهل يجاب سؤالـه
المسلمون ودينهـم فـى محنـة = لم يخف حالهـم عليـك وحالـه
وأراهــم متفرقـيـن كأنـهـم = جسم سـوي مزقـت أوصالـه
وأراهم وهبوا العـدو ظهورهـم = فتملكـت أعناقـهـم أغـلالـه
صـال العـدو عليهـم متجبـرا = واشتـد فيهـم بطشـه ونكالـه
وأخال من عشاقهـم مـن غـره = إمهال رب العـرش لا إهمالـه
وأخال منهم مـن يتـوب لعلـة = فإذا انقضت غلب المتاب ضلاله
يا رب ألزمنا صراطك تنحـرف = عنـا مسـاوئ يومنـا ووبالـه
يا من ينير الروح باهـر نـوره = ويزف ألـوان الجمـال جمالـه


*****

عبدالرحيم بن قسقس 09-02-2009 05:23 PM

.

*****

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

شعر فتحي محمود عوض

رسـول الله يـا خيـر البرايـا = وخيْر الخلق إن نطقَت وصايـا
وخيرَ الإنس ان شهدت نفـوسٌ = بتقوى الله ..حاضـرة القضايـا
على خُلِقٍ عظيمٍ ..أنت تسمـو = وشاهِـدُك الإلـه بهـا وآيــا
عمرت الكـون إنسانـا رحيمـاً = ودونك كلُ من عمروا السرايـا
فإن عمروا الصروحَ عمرْت كوناً = من الإنسـان تَعمـرُه السجايـا
سموتَ بنـا سمـواً لا يُدانـى = إلى الفردوس.. خاتمة النهايـا
نصير المؤمنيـن إذا ادْلهّمـت = خطـوبٌ نــازلات او بـلايـا
شفيع الناس يوم الهـول ستـرٌ = مـن النيـران تنـذر بالرّزايـا
ومن يُطِعِ الرسول اصاب فـوزاً = ولا مغـنٍ اذا حـلـت منـايـا
ابا الزهراء يـا روحـا رحيمـاً = إذا ما الخلق احوجهـا حمايـا
أبا الزهـراء يـا نَسقـاً بديعـاً = من الانسـان تعشقـه الرّوايـا
إمام المرسليـن.. بـه محمـد = كراماتُ العظـامِ... لـه مزايـا
فصيح ..لا يـروغ لـه بيـانٌ = وأعظـمَ شأنـه طُهْـرُ النوايـا
رسول العالمين.. بهـم رحيـمٌ = فلا عـرف الفظاظـة والجِنايـا
ولا رضي الفظاعة في شعـوبٍ = ولا رضـي المذلـة والنِكـايـا
ولا رضي الشرورَ بـدار قـومٍ = ولا رضـي المفاسـد والزِرايـا
وهدّ الظلم في ضربـات بـأسٍ = فبئـس الظلـم أعلامـاً ورايـا
طواغيتُ الشعوب.. لهم تصدى = وأركـانٌ لهـم ذهبـت سبايـا
جبابر هـدّ فيهـم كـل طـوْلٍ = وأركسهم ركامـاً فـي الزوايـا
فلا عرفوا مـن الإنسـان قـدراً = ولا عرفوا الكرامة فـي برايـا
ولا عرفـوا لمخلـوقٍ جمـالاً = ولا رحمـوا لمكـروبٍ شجايـا
فأركسهم رسـولُ الحـقِّ ثـارا = وأرسى العـدل أركانـا وغايـا
عروش الظالمين بـه تهـاوت = وللضعفـاءِ أرسلهـا هـدايـا
وقوّضَهم ..حطاماً فـي خـرابٍ = وبعد عروشهم ..ذهبوا نسايـا
وبين الناس آخـى.. لا يبالـي = بلـونٍ أو بعـرقٍ أو غِـوايـا
وبالايمـان وحّدهـم جميـعـاً = وأرسى العـدل أهدافـا وغايـا
وأعلننا كرامـاً فـي وضـوحٍ = ومثل محمـدٍ يـزري الخفايـا
وديـن محمـدٍ يُنشـي نظامـاً = صروحا شامخـاتٍ.. لا التكايـا
وحـرّم دينُـه كذبًـا وإفـكـاً = ومثلهما الفواحـش والخطايـا
ولـم يحنـث بوعـدٍ او بعهـدٍ = ولا عـرف الخيانـة والوشايـا
وارسَلنـا لـحـق او جـمـالٍٍ = وحمّلنـا المكـارم والوصايـا
وَوصانـا :رضـاء الله نرجـو = فأعظِـمْ بالرسـول وبالوصايـا
أبو الأحرار بين الناس سـاوى = ومثـل محمـدٍ يُثريـك رأيــا
فأوْصَلَنـا الكـرامُ بـدار علـمٍ = وأضعفُنا اللئـامُ ذوو المطايـا
ومن نشد الحيـاة بغيـر عـدلٍ = فقد ركـب السّفاهـة والغِوايـا
ومثـل محمـدٍ يُعلـي كرامـاً = ومثل محمـدٍ يـزري الخطايـا
ومن نشد الحيـاة بغيـر عـدلٍ = فقد ذهب الكـرام لـه ضحايـا
جَهولٌ مـن يعيـش بـلا نبـيٍّ = فليـس لـه حظـوظٌ أو دِرايـا
أبا الزهراءِ يـا كونـاً عظيمـاً = به الإنسان يـدرك كـل غايـا
ومن إنسٍ وجانٍ.. أنت صَفـوٌ = ومن مَلَـكٍ.. وأفـذاذِ الخلايـا
بك الإنسان يعظـمُ كـلّ حيـنٍ = ودونك كلُ من حصدوا الضحايا
سموْتَ به.. بخيـرٍ أو جمـالٍ = وسفّهْـتَ المفاسـد والخطايـا
عليـك الله صلّـى فـي ثنـاءٍ = وصلّى النـاسُ.. قرآنـاً وآيـا
وصلّى الكـون حيـاً أو جمـاداً = وأجناس الخلائقِ في الحشايـا
ومن حجرٍ ومن شجـرٍ وطيـرٍ = وأنظـمـةٍ بـأوتـارٍ ونـايـا
ومن عربٍ ومن عجـمٍ صفـيٌّ = محيطٌ جامـعٌ.. نشـد الهِدايـا
حبيب الروح إنـك يـا محمـد = وجبريـل الملائـكِ والحنـايـا
وما للعالمين سواك حِصْـنٌ = حصيـنٌ يبتغـي عـزّا ورايـا
عليـك الله صلّـى يـا محمـد = وصلّى النـاس قرآنـا ً وآيـا




*****

عبدالرحيم بن قسقس 11-06-2009 04:42 PM

.

*****

قصيدة للشاعر شرف الدين البوصيري (608 - 696 هـ)
بعنوان ( بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ )
وأسمه: محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله



بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ = وتُغْتَفَرُ الخطايا والذُّنُوبُ
وأرجو أن أعيشَ بهِ سعيداً = وَألقاهُ وَليس عَلَيّ حُوبُ
نبي كامل الأوصافِ تمت = محاسنه فقيل له الحبيبُ
يُفَرِّجُ ذِكْرُهُ الكُرُباتِ عنا = إذا نَزَلَتْ بساحَتِنا الكُروبُ
مدائحُه تَزِيدُ القَلْبَ شَوْقاً = إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ
وأذكرهُ وليلُ الخطبِ داجٍ = عَلَيَّ فَتَنْجلِي عني الخُطوبُ
وَصَفْتُ شمائلاً منه حِساناً = فما أدري أمدحٌ أمْ نسيبُ
وَمَنْ لي أنْ أرى منه محَيًّاً = يُسَرُّ بحسنِهِ القلْبُ الكئِيبُ
كأنَّ حديثَه زَهْرٌ نَضِيرٌ = وحاملَ زهرهِ غصنٌ رطيبُ
ولي طرفٌ لمرآهُ مشوقٌ = وَلِي قلب لِذِكْراهُ طَروبُ
تبوأ قاب قوسين اختصاصاً = ولا واشٍ هناك ولا رقيبُ
مناصبهُ السنيّة ليس فيها = لإنسانٍ وَلاَ مَلَكٍ نَصِيبُ
رَحِيبُ الصَّدْرِ ضاقَ الكَوْنُ عما = تَضَمَّنَ ذلك الصَّدْرُ الرحيبُ
يجدد في قعودٍ أو قيامٍ = له شوقي المدرس والخطيبُ
على قدرٍ يمد الناس علماً = كما يُعْطِيك أدْوِيَة ً طبيبُ
وَتَسْتَهْدِي القلوبُ النُّورَ منه = كما استهدى من البحر القليبُ
بدت للناس منه شموسُ علمٍ = طَوالِعَ ما تَزُولُ وَلا تَغِيبُ
وألهمنا به التقوى فشقتْ = لنا عمَّا أكَنَّتْهُ الغُيُوبُ
خلائِقُهُ مَوَاهِبُ دُونَ كَسْبٍ = وشَتَّانَ المَوَاهِبُ والكُسُوبُ
مهذبة ٌ بنور الله ليست = كأخلاق يهذبها اللبيبُ
وَآدابُ النُّبُوَّة ِ مُعجزاتٌ = فكيف يَنالُها الرجُلُ الأديبُ
أَبْيَنَ مِنَ الطِّباعِ دَماً وَفَرْثاً = وجاءت مثلَ ما جاء الحليبُ
سَمِعْنا الوَحْيَ مِنْ فِيه صريحاً = كغادية عزاليها تصوبُ
فلا قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ لَدَيْها = بفاحِشَة ٍ وَلا بِهَوى ً مَشُوبُ
وَبالأهواءُ تَخْتَلِفُ المساعي = وتَفْتَرِق المذاهب وَالشُّعوبُ
ولما صار ذاك الغيث سيلاً = علاهُ من الثرى الزبدُ الغريبُ
فلا تنسبْ لقول الله ريباً = فما في قولِ رَبِّك ما يَرِيبُ
فإن تَخُلُقْ لهُ الأعداءُ عَيْباً = فَقَوْلُ العَائِبِينَ هو المَعيبُ
فَخالِفْ أُمَّتَيْ موسى وَعيسى = فما فيهم لخالقه منيبُ
فَقَوْمٌ منهم فُتِنُوا بِعِجْلٍ = وَقَوْماً منهمْ فَتَنَ الصَّليبُ
وَأحبارٌ تَقُولُ لَهُ شَبِيهٌ = وَرُهْبَانٌ تَقُولُ لَهُ ضَرِيبُ
وَإنَّ محمداً لرَسولُ حَقٍّ = حسيبٌ فينبوته نسيبُ
أمين صادقٌ برٌّ تقيٌّ = عليمٌ ماجِدٌ هادٍ وَهُوبُ
يريك على الرضا والسخط وجهاً = تَرُوقُ به البَشَاشَة ُ وَالقُطوبُ
يُضِيءُ بِوَجْهِهِ المِحْرابُ لَيْلاً = وَتُظْلِمُ في النهارِ به الحُروبُ
تقدمَ من تقدمَ من نببيٍّ = نماهُ وهكذا البطلُ النجيبُ
وصَدَّقَهُ وحَكَّمَهُ صَبِيّاً = من الكفار شبانٌ وشيبُ
فلما جاءَهم بالحقِّ صَدُّوا = وصد أولئك العجب العجيبُ
شريعتُهُ صراطٌ مُستقيمٌ = فليس يمسنا فيها لغوبُ
عليك بها فإن لها كتاباً = عليه تحسد الحدق القلوبُ
ينوب لها عن الكتب المواضي = وليست عنه في حال تنوبُ
ألم تره ينادي بالتحدي = عن الحسن البديعِ به جيوبُ
وَدَانَ البَدْرُ مُنْشَقّاً إليه = وأفْصَحَ ناطِقاً عَيْرٌ وَذِيبُ
وجذع النخلِ حنَّ حنينَ ثكلى = لهُ فأَجابهُ نِعْمَ المُجِيبُ
وَقد سَجَدَتْ لهُ أغصانُ سَرْحٍ = فلِمَ لا يؤْمِنُ الظَّبْيُّ الرَّبيبُ
وكم من دعوة في المحلِ منها = رَبَتْ وَاهْتَزَّتِ الأرضُ الجَدِيبُ
وَروَّى عَسْكراً بحلِيبِ شاة ٍ = فعاودهم به العيش الخصيبُ
ومخبولٌ أتاهُ فثاب عقلٌ = إليه ولم نخلهُ له يثوب
وما ماءٌ تلقى وهو ملحٌ = أُجاجٌ طَعْمُهُ إلاّ يَطِيبُ
وعينٌ فارقَتْ نظراً فعادت = كما كانت وردّ لها السليبُ
ومَيْتٌ مُؤذِنٌ بِفِراقِ رُوحٍ = أقام وسرِّيَتْ عنه شعوبُ
وثَغْرُ مُعَمِّرٍ عُمراً طويلاً = تُوفي وهو منضودٌ شنيب
ونخلٌ أثمرتْ في دون عامٍ = فغارَ بها على القنوِ العسيبُ
ووفى منه سلمانٌ ديوناً = عليه ما يوفيها جريب
وجردَ من جريدِ النخلِ سيفاً =فقيل بذاك للسيفِ القضيب
وهَزَّ ثَبِيرُ عِطْفَيْهِ سُروراً = به كالغصنِ هبتهُ الجنوبُ
ورَدَّ الفيلَ والأحزابَ طَيْرٌ = وريحٌ مايطاقُ لها هبوبُ
وفارسُ خانها ماءٌ ونارٌ = فغيِضَ الماءُ وانطفَأَ اللَّهيبُ
وَقد هَزَّ الحسامَ عليه عادٍ = بِيَومٍ نَوْمُه فيه هُبوبُ
فقام المصطفى بالسيفِ يسطو = على الساطي به وله وثوبُ
وريعَ له أبو جهلٍ بفحلٍ = ينوبُ عن الهزبرِ له نيوبُ
وشهبٌ أرسلتْ حرساً فخطتْ = على طرسِ الظلامِ بها شطوبُ
ولم أرَ معجزاتٍ مثل ذكرٍ = إليه كلُّ ذِي لُبٍّ يُنِيبُ
وما آياته تحصى بعدٍّ = فَيُدْرِكَ شَأْوَها مني طَلوبُ
طفقتُ أ‘دُّ منها موجَ بحرٍ = وَقَطْراً غَيْثُهُ أَبداً يَصُوبُ
يَجُودُ سَحابُهُنَّ وَلا انْقِشَاعٌ = وَيَزْخَرُ بَحْرُهُنَّ ولا نُضُوبُ
فراقك من بوارقها وميضٌ = وشاقك من جواهرها رسوبُ
هدانا للإله بها نبيٌّ = فضائله إذا تحكى ضروبُ
وأَخبَرَ تابِعِيِه بِغائِباتٍ = وليس بكائن عنه مَغيبُ
ولا كتبَ الكتابَ ولا تلاه = فيلحدَ في رسالته المريبُ
وقد نالوا على الأمم المواضي = به شرفاً فكلهم حسيبُ
وما كأميرِنا فيهم أميرٌ = ولا كنقِيبنا لهمُ نقيبُ
كأن عليمنا لهم نبيٌّ = لدعوتِهِ الخلائقُ تستجيبُ
وقد كتبتْ علينا واجباتٌ = أشَدُّ عليهمُ منها النُّدوبُ
وما تتضاعفُ الأغلالُ إلاَّ = إذا قستِ الرقابُ أو القلوبُ
ولما قيلَ للكفارِ خُشْبٌ = تحكَّمَ فيهم السيفُ الخشيبُ
حَكَوْا في ضَرْبِ أمثلة ٍ حَمِيراً = فوَاحِدُنا لألْفِهِمُ ضَرُوبُ
وما علماؤنا إلا سيوفٌ = مواضٍ لاتفلُّ لها غروبُ
سَراة ٌ لم يَقُلْ منهم سَرِيُّ = لِيَومِ كَرِيهَة ٍ يَوْمٌ عَصِيبُ
ولم يفتنهمُ ماءٌ نميرٌ = من الدنيا ولا مرعى ً خصيبُ
ولم تغمضْ لهم ليلاً جفونٌ = ولا ألفتْ مضاجعها جنوبُ
يشوقكَ منهم كل ابنِ هيجا = على اللأواء محبوبٌ مهيبُ
له مِنْ نَقْعِها طَرْفٌ كَحِيلٌ = ومِنْ دَمِ أُسْدِها كَفٌّ خَضِيبُ
وتنهالُ الكتائبُ حين يهوى = إليها مثلَ ما انهال الكثيبُ
على طرق القنا للموتِ منه = إلى مهجِ العدا أبداً دبيبُ
يُقَصِّدُ في العِدا سُمْرَ العَوالي = فيَرْجِعُ وهْوَ مسلوبٌ سَلوبُ
ذوابلُ كالعقودِ لها اطرادٌ = فليس يشوقها إلا التريبُ
يخرُّ لرمحهِ الرُّوميُّ أني = تيقنَ أنه العودُ الصليبُ
ويَخْضِبُ سَيفَهُ بِدَمِ النَّواصي = مخافة َ أن يقالَ به مشيبُ
له في الليل دمعٌ ليس يرقا = وقلبٌ ما يَغِبُّ له وجِيبُ
رسول الله دعوة َ مستقيلٍ = من التقصيرِ خاطرهُ هبوبُ
تعذَّر في المشيبِ وكان عياً = وبُردُ شبابه ضافٍ قشيبُ
ولا عَتْب على مَنْ قامَ يَجْلو = محاسِنَ لا تُرَى معها عيوبُ
دعاك لكلِّ مُعْضِلة ٍ أَلَّمتْ = به ولكلِّ نائبة ٍ تَنُوبُ
وللذَّنْبِ الذي ضاقَتْ عليه = به الدنيا وجانبُها رَحيبُ
يراقبُ منه ما كسبت يداه = فيبكيه كما يبكي الرقوبُ
وأني يهتدي للرشدِ عاصٍ = لغاربِ كل معصية ٍ ركوبُ
يَتُوبُ لسانُهُ عَنْ كلِّ ذَنْبٍ = وَلم يَرَ قلبَهُ منه يَتُوبُ
تقاضتهُ مواهبكَ امتداحاً = وَأوْلَى الناسِ بالمَدْحِ الوَهوبُ
وأغراني به داعي اقتراحٍ = عليَّ لأمرهِ أبداً وجوبُ
فقلتُ لِمَنْ يَحُضُّ عَلَى َّ فيه = لعلَّكَ في هواهُ لي نَسيبُ
دَلَلْتَ عَلَى الهَوَى قلبي فَسَهْمي = وَسَهْمُكَ في الهَوَى كلٌّ مُصيبُ
لجودِ المصطفى مُدَّت يدانا = وما مدتْ له أيدٍ تخيبُ
شفاعَتهُ لنا ولكلِّ عاصٍ = بقدرِ ذنوبه منها ذنوبُ
هُوَ الغَيْثُ السَّكُوبُ نَدًى وَعِلْماً = جَهِلْتُ وما هُوَ الغَيْثُ السَّكوبُ
صلاة ُ الله ما سارت سَحابٌ = عليه ومارسا وثوى عسيبُ


*****

مشرف الأدب 06-10-2010 09:01 PM




الأخ الكريم : عبدالرحيم بن قسقس

الساحة الأدبية وزوارها يشكرونك على الحضور المميز والمشاركات المتميزة.

كلنا أمل باستمرار التواصل لتزويدنا بالجديد المفيد.

وفقك الله وبارك جهودك الملموسة.


مشرف الأدب

عبدالرحيم بن قسقس 07-31-2010 12:25 AM

.

*****

شكراً لكل من شارك في هذا المدح والثناء المستحق للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام

شكراً لكل من زار وتابع هذا الموضوع وصلى على الحبيب المصطفى

شكراً لكل من دعا لي بظهر الغيب

وإن شاء الله نقدم المزيد من القصائد في مدح حبيبنا وشفيعنا ورسولنا محمد سيد خلق الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

*****

عبدالرحيم بن قسقس 07-31-2010 12:28 AM

.

*****


المحمدية
قصيدة في مدح الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
وهي من اجمل قصائد الشاعر شرف الدين البوصيري
(608 - 696 هـ)


محمد أشرف الأعـراب والعـجم = محمد خير من يمشـي على قـدم
محمد باسـط المـعروف جامـعه = محمد صاحب الاحـسان والكـرم
مـحمد تاج رسل اللـه قاطـبة = محـمد صادق الأقـوال والكـلم
محمـد ثابـت الميـثاق حافـظه = محمد طيـب الأخـلاق والشـيم
محمد جبلـت بالنـور طينـته = محمد لم يـزل نورا من القـدم
محمد حاكـم بالعـدل ذو شـرف = محمد معـدن الأنـعام والحـكم
محمد خير خلق اللـه من مضر = محمد خير رسل اللـه كلهـم
محمد ديـنه حـق نديـن بـه = محمد مشرق حقا عـلى عـلم
محمـد ذكـره روح لأنفـسنا = محمد شكره فرض على الأمـم
محـمد زيـنة الدنيا وبهجتـها = محمد كاشـف الغـمات والظـلم
محـمد سـيد طابت مناقـبه = محمد صاغـه الرحمن بالنعـم
محمد صفـوة البـاري وخيـرته = محمد طاهر من سائـر التهـم
محمد ضاحك للضيـف مكرمـه = مـحمد جاره واللـه لم يـضم
محمـد طابـت الدنيا ببعثـته = محمـد جاء بـالآيات والحـكم
محمد يوم بعـث الناس شافعـنا = محمد نـوره الهـادي مـن الظلـم
فمبـلغ العـلم فيـه أنـه بشـر = وأنه خيـر خـلق اللـه كلهـم
وكل آي أتى الرسل الكـرام بها = فانـما اتصلت من نوره بهـم
فانه شـمس فـضل هم كواكبـها = يظهرن أنوارها للناس فـي الظلم
أكرم بخلق نبـي زانـه خلـق = بالحسن مشـتمل بالبـشر متـسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف = والبحر في كرم والدهر في همم
كأنه وهو فـرد فـي جلالتـه = في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف = من معدني منطق مـنه ومبـتسم
لا طيب يعدل تربا ضم أعظـمه = طـوبى لمنتـشق منـه وملتـثم
أبان مولده عن طيـب عنـصره = يا طيب مبـتدأ ٍ منـه ومختـتم
يوم تـفرس فيـه الفـرس أنهـم = قد أنذروا بحلول البـؤس والنـقم
وبات أيوان كسرى وهو منـصدع = كشمل أصحاب كسرى غير ملتـئم
والنـار خامـدة الآنفاس من أسف = عليه والنهر ساهي العين من سدم
وساء ( ساوة ) ان غاضت بحيرتها = ورد واردها بالغيـظ حين ظمـي
كأن بالنار ما بـالماء من بلـل حزنا = وبالمـاء ما بالنـار من ضرم
والجن تهتف والأنـوار ساطعـة = والحق يظهر من معنى ومن كلـم
عموا وصموا فإعلان البشائـر = لم يسمع وبارقـة الانـذار لم تـشم
من بعد ما أخبر الأقـوام كاهنهـم = بـأن دينهـم المـعوج لم يقـم
حتى غدا عن طريق الوحي منهرم = من الشياطيـن يقـفوا اثر منهـرم
كأنهـم هـرباً أبـطال أبـرهة أو = عسكر بالحصى من راحتيه رمي
نبذا به بعـد تسبـيح ببطنهـما = نبـذ المسبـح من أحشاء ملتـقم
جاءت لدعوتـه الأشـجار ساجـدة = تمشي اليـه على ساق بلا قـدم
كأنـما سطرت سطرا لما كتبـت = فروعها من بديـع الخـط بالقـلم
مثل الغـمامة أنى سار سائـرة = تقيه حر وطيس للهجـير حمـي
أقسمـت بالقمر المنشق ان لـه = من قلبه نسبة مبـرورة القسـم
وما حوى الغار من خير ومن كرم = وكل طرف من الكفار عنه عمي
ظنوا الحمام وظنوا العنكوبت على = خير البرية لم تـنسج ولم تحـم
وقاية اللـه أغنت عن مضاعفة = من الدروع وعن عال مـن الأطم
ولا التمست غنى الدارين من يده = الا استلمت الندى من غير مسـتلم
لا تنكر الوحي من رؤياه ان لـه = قلبا اذا نامـت العينان لم ينـم
وذاك حيـن بلـوغ من نبوتـه = فليـس ينـكر فيه حال محتـلم
تبارك اللـه ما وحي بمكتسـب = ولا نبـي على غيـب بمتهـم
كم أبرأت وصبا باللمس راحتـه = وأطلقـت أربا من ربقة اللمـم
وأحيت السنـة الشـهباء دعوتـه = حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
بعارض جاد أو خلت البـطاح بها = سيلا من اليم أو سيلا من العرم
دعني ووصفي آيات لـه ظهرت = ظهور نار القرى ليلا على علـم
فالـدر يزداد حسنا وهو منـتظم = وليس ينقص قدرا غير منـتظم
فـما تـطاول آمال المديـح الى = ما فيه من كرم الأخلاق والشـيم
آيات حق من الرحمـن محدثـة = قـديمة صفـة الموصوف بالقـدم
لم تقتـرن بـزمان وهي تخبـرنا = عـن المعاد وعـن عاد وعن ارم
دامت لدينا فـفاقت كل معـجزة = من النبيـين اذ جاءت ولم تـدم
محكمات فما يبقيـن مـن شـبه = لذي شقاق وما يبغين من حـكم
ما حوربت قط الا عاد من حرب = أعدى الأعادي اليـها ملقي السـلم
ردت بلاغتـها دعوى مـعارضها = رد الغيور يد الجاني عن الحـرم
لها معان كموج البحر في مـدد = وفوق جوهره في الحسن والقيـم
فما تعد ولا تحـصى عجائـبها = ولا تـسام على الاكـثار بالسأم
قرت بها عين قاريها فـقلت له = لقد ظفرت بحبل اللـه فاعتصم
ان تتلها خيفة من حر نار لظى = أطفأت حر لظى من وردها الشـبم
كانه الحوض تبـيض الوجوه بـه = من العـصاة وقد جاؤوه كالحمـم
وكالصـراط وكالمـيزان معــدلة = فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن ْ لحسود راح يـنكرها = تجاهلا وهو عين الحاذق الفهـم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد = وينكر الفم طعم الماء من سقـم
يا خير من يمّم العافون ساحته = سعيا وفوق متون الاينق الرسـم
ومن هو الاية الكبرى لمعتـبر = ومن هو النعمة العظمى لمغتـنم
سريت من حـرم ليلا الى حرم = كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى الى ان نلت منـزلة = من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتـك جميـع الانبـياء بـها = والرسل تقـديم مخـدوم على خدم
وانت تخترق السبع الطباق بهـم = في موكب كنت فيه صاحب العلم
حتى اذا لم تـدع شأوا لمستـبق = مـن الدنـو ولا مرقى لمسـتلم
خفـضت كل مقام بالاضافـة اذ = نوديت بالرفع مثل المفرد العـلم
فخرت كل فـخار غير مشـترك = فحزت كـل مقام غير مزدحـم
وجل مقدار ما وليـت من رتب = وعز ادراك ماوليـت من نعـم
بشرى لنا معشر الاسلام ان لنـا = من العنايـة ركنا غيـر منهـدم
لما دعى اللـه داعينا لطاعته = باكرم الرسل كنا اكـرم الامـم
راعت قلوب العدا أبناء بعثـته = كنـبأة أجفلت غفلا من الغـنم
ما زال يلقاهـم في كل معتـرك = حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
ودوا الفرار فكادوا يغبـطون به = أشلاء شالت مع العقبان والرخـم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتـها = ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم
كأنما الديـن ضيف حل ساحتهـم = بكـل قرم الى لحـم العدا قـرم
يجر بحر خميـس فوق سابحـة = يرمي بمـوج من الأبطال ملتطم
من كـل منتـدب للـه منتسب = يسطو بمستأصل للكفر مصطـلم
حتى غدت ملة الاسلام وهي بهم = من بعد غربتهـا موصولة الرحم
مكفـولة أبدا منهم بخـير أب = وخير بعـل فلم تيـتم ولم تئـم
هم الجبال فسل عنهم مصادمـهم = ماذا رأى منهـم في كل مصطدم
وسل حنين وسل بدرا وسل أحدا = فصول حتف لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمرا بعد ما وردت = من العـدا كـل مسود من اللمم
والكاتبين بسمر الخط ما تـركت = أقلامهم حرف جسم غير منعجـم
شاكي السلاح لهم سيما تميزهـم = والورد يمتـاز بالسيما عن السلـم
تهدي اليك رياح النصر نشرهـم = فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى = من شدة الحزم لا من شدة الحزم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا = فما تـفرق بـين البهم والبهـم
ومن تكن برسول اللـه نصرته = ان تلقه الأسـد في آجامـها تجم
ولن ترى من ولي غيـر منتصر = بـه ولا من عدو غير منقـصم
أحـل أمتـه فـي حرز ملتـه = كالليث حل مع الأشبال في أجم
كم جدلت كلمات اللـه من جدل = فيه وكم خصم البرهان من خصم
كفـاك بالعـلم في الأمي معجزة = في الجاهـلية والتأديب في اليتـم
خدمتـه بمديـح أستقـيل بـه = ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم
اذ قلـداني ما تخـشى عواقبـه = كأنـني بهما هدي من النعـم
أطلعت غي الصبا في الحالتين وما = حصلت الا على الآثـام والنـدم
فيا خسارة نفـس في تجارتـها = لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
ومن يـبع آجلا منـه بعاجـله = يبن له الغبن في بيع وفي سلم
ان آت ذنبا فما عهدي بمنتقض = من النبي ولا حـبلي بمنـصرم
فان لـي ذمـة مـنه بتسميـتي = محمدا وهو أوفى الخلق بالذمـم
ان لم يكن في معادي آخذا بيدي = فضلا والا فـقل يا زلة القـدم
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمـه = أو يرجع الجار منه غير محترم
ومنـذ ألزمت أفـكاري مدائـحه = وجدتـه لخلاصي خيـر ملتـزم
ولن يفوت الغنى منه يـدا تربت = ان الحيا ينبت الأزهار في الأكم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت = يدا زهـير بما أثـنى على هرم


عليك صلاة الله وسلامه يا حبيبنا يا رسول الله عدد ما في السموات وما في الأرض وما بينهما

أللهم صل وسلم وبارك وزد وتكرم على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

(ومع قصيدة جديدة بإذن الله وتوفيقه)
*****

رفيق الدرب 10-12-2010 12:35 PM

أجزل الله لك الأجر خير ما يكتب في الساحات هي القصائد في مدح المصطفى عليه السلام

( بمدح المصطفى تحيا القلوب ******* وتغتفر الخطايا والذنوب )

شكرا يأ أبا توفيق على هذه الروائع لاعدمناك

خالد الزهراني 10-20-2010 12:46 AM

اللهم صلي وسلم على خير خلق الله محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام
شكر وتقدير ابو توفيق ونسأل الله ان يجعل ماكتبته شاهدا لك في موزازين اعمالك
تقبل تقديري

عبدالرحيم بن قسقس 12-19-2010 09:18 PM

.

*****

الأستاذ العزيز رفيق الدرب
الأخ العزيز سعودي بن نايس

شكراً على تواجدكم

أللهم صل وسلم وبارك وزد وتكرم على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

*****

عبدالرحيم بن قسقس 12-19-2010 09:34 PM

.

*****

قصيدة للشاعر عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني
من شعراء العصر العباسي وقد أثبت صاحب الأعلام وفاته في عام 803 هـ
والشاعر من سكان (النيابتين) في اليمن أفتى ودرس وله ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية
والبرعي نسبة إلى بُرع وهو جبل بتهامة (كما ورد في التاج)



بمُحمدِ خطر المحامد يعظم "=" وعقود تيجان القبول تُنَظمُ
وله الشفاعة والمقام الاعظم "=" يوم القلوب لدى الحناجر كُظمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قمرٌ تفرد بالكمال كماله "=" وحوى المحاسن حسنه وجمالهُ
وتناول الكرم العريض نوالهُ "=" وحوى المفاخر فخره المتقدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

والله ماذرأ الإلهُ وما برا "=" بشراً ولا ملكا ًكأحمد في الورى
فعليه صلى الله ما قلمٌ جرى "=" وجلا الدياجي نوره المتبسمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

طلعت على الآفاق شمس وجوده "=" بالخير في أغواره ونُجُوده
فالخلقُ ترعى ريف رأفة جوده "=" كرماً وجارُ جنابه لا يهضمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

سور المثاني من حروف ثنائه "=" ومحامد الأسماء من أسمائهِ
والرسل تحشر تحت ظل لوائهِ "=" يوم المعاد ويستجير المجرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

والكون مبتهجٌ بهاء بهائهِ "=" وبجيم نجدتهِ وفاء وفائهِ
فلسر سيرته وسين سنائهِ "=" شرفٌ يطول وعروة لاتفصمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

البدر مُحتَقَرٌ بطلعة بدره "=" والنجم يقصر عن مراتب قدره
ما أسعد المتلذذين بذكره "=" في يوم تعرض للعصاة جهنمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

دهشته اخطار النبوة في حرا "=" فأتي خديجة باهتا متحيرا
فحكت خديجة لابن نوفل ماجرى "=" من شأن أحمد إذ غدت تستفهمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قال اتاه السبع في المتعبدِ "=" برسالة اقرأ باسم ربك وابتدِ
فأجاب لست بقارئٍ من مولدِ "=" فثنا عليه اقرأ وربك أكرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قال ابن نوفل ذاك يؤثر عن نبي "=" ينشا بمكة والمقام بيثربِ
سيقوم بين مصدق ومكذبِ "=" وستكثُرُ القتلى وينسفك الدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

هذى علامته وهذا نعتهُ "=" والوقت في الكتب القديمة وقتُهُ
ولو انني أدركته لأطعتهُ "=" وخدمته مع من يطيع ويخدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قالت له فمتى يكون ظهورهُ "=" وبأي شيءٍ تستقيم أمورهُ
قال الملائكة الكرام ظهيرهُ "=" والبيض ترجف والقنا تتحطمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وعلى تمام الأربعين ستنجلي "=" شمس النبوة للنبي المرسلِ
بمكارم الأخلاق والشرف العلى "=" فسناه ينجد في البلاد ويُتهمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

ومن العلامة يوم يبعث مرسلا "=" لم يبق من حجر ولا مدر ولا
نجم ولا شجر ولا وحش الفلا "=" إلا يصلي مفصحاً ويسلمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

فعليه صلى الله كل عشيةٍ "=" وضحى وحياه بكل تحيةٍ
تهدى لخير الخلق خير هديةٍ "=" وتعزه وتجله وتكرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

طمس الضلال بنور حق بينِ "=" ودعا العباد الى السبيل الاحسنِ
ولربما صدم الطغاة فينثني "=" والقوم صرعى والمغانم تقسمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

سبقت نبوته وآدم طينةٌ "=" بوجود سر وجوده مَعجونةٌ
فيها المناصب والأصول مصونة "=" وقُريشُ أرحام لديه ومحرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وقبائل الانصار جنود جهادهِ "=" وولاةُ نصر جدالهِ وجلادهِ
وردوا الردى في الله وفق مرادهِ "=" وغدوا وراحوا وهو راضٍ عنهمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

طوبى لعبدٍ زار مشهد طيبةٍ "=" وجلا بنور القلب ظلمة غيبةٍ
يدنو ويبتدئُ السلام بهيبةٍ "=" ويمس ترب الهاشمي ويَلثمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

قبرٌ يحط الوزر مسحُ ترابهِ "=" وينال زائرهُ عظيم ثوابهِ
لِمَ لا وسر المرسلين ثوى بهِ "=" قمر المحامد والرؤف الأرحمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

هطلت لعزته السحاب وظللت "=" وكذا الرياح بنصر أحمد أرسلت
وعليه سلمت الغزال وأقبلت "=" تشكو كنطقِ العضوِ وهو مُسممُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

و الثدىُ فاض كفيض نهر يمينهِ "=" والسهم عن ثمدِ سما بمعينهِ
والجذعُ أفهم شوقهُ بحنينهِ "=" وبكفهِ صُم الحصى تتكلمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وقريش اذ عزم الرحيل مهاجرا "=" ملأُوا المسالك راصِداً ومشاجرا
فمضى لحاجته ولم ير حاجراً "=" والقوم يقضى والبصائرُ نُووم
فبحقه صلوا عليه وسلموا

نثر التراب على رؤس الحُسَدِ "=" وسرى وقد قفوا له بالمرصدِ
قولوا لأعمى العين مغلول اليدِ "=" أنفُ الشقى ببغض أحمد مرغمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

لما رأى الغار انثنى متوجها "=" فرقت قريش وراه زاخر لُجها
وبنت عليه العنكبوت بنسجها "=" وببيضها سختِ الحمام الحوومُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

ملأت محاسنه الزمات فأفرعت "=" شجر الهداية في الجهات وأينعت
وتلونت ثمراتها وتنوعت "=" فالكل في بركاته يتنعمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

سرت البراق له لموجب نيةٍ "=" وإشارة في الغيب ربانيةٍ
وسرى الحبيب سمير وحدانيةٍ "=" طاب المسير بها وطاب المقدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

من بعد ما قد حاز سدرة منتهى "=" وحبيبه جبريل في السير انتهى
فَخُرت بموطى نعله حجب البها "=" فالنور يطلع والبشارة تقدمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

والأرض تبتهج والسماوات العلا "=" وعروس مكة بالكرامة تجتلى
والعرش بالضيف الكريم قد امتلا "=" طربا وضيف الأكرمين مكرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

سبقت عنايتهُ لسبقِ عنايةٍ "=" فرقى الى ذي العرش أبعد غايةٍ
ورأى من الآيات أكبر آيةٍ "=" عظمت وأيدها الكتاب المحكمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

فلسان حال القرب يهتف مرحبا "=" بقدوم محترم الجناب المجتبى
سلني بحقك ما أحق وأوجبا "=" بخلاف من يعصى سواك ويحرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

فاشرب شراب الأنس كاف كفايتي "=" وسُلاف سالف عصمتي وهدايتي
وانظر بعين عنايتي ورعايتي "=" واحكم بما ترضى فأنت مُحكمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

شرفتُ قدرك بي وضدك أحقرُ "=" ورفعت ذكرك حيث أذكر تذكرُ
فعليك ألوية الولاية تنشرُ "=" وبعمرك الوحي المنزل يُقسِمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

ولك الشفاعة أًخرت لتنالها "=" وعليك كل المرسلين أحالها
فسجدت مفتخراً وقلت أنا لها "=" جاهي وحبلُ وسيلتي لا يُصرمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

يا خير مبعوثٍ لأكرم أمةٍ "=" أنت المؤمل عند كل مُلِمةٍ
فاعطف على عبد الرحيم برحمةٍ "=" فغمام فضلك فيضهُ مُتَسَجِمُ

فبحقه صلوا عليه وسلموا

فانهض به وبمن يليه صحابةً "=" وصهارةً ونسابةً وقرابةً
واجعل لدعوته القبول إجابةً "=" فبجاه وجهك يستغيث ويُرحمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وابن الوهيب اجب سميك احمدا "=" وأغثه في الدارين يا علم الهدى
واجمع بنيهِ ووالديهِ بكم غدا "=" فلأنت حصنٌ للسمي وملزمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وعليك صلى ذوالجلال وسلما "=" وهدىوزكي و ارتضى وترحما
ما غردت ورق الحمائم في الحمى "=" وسرى على عذب العذيب نُسيمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا

وعلى صحابتك الكرام الأتقيا "=" أهل الديانة والامانة والحيا
وكذا السلام عليهم وعليك يا "=" نور على الآفاق لا يتكتمُ
فبحقه صلوا عليه وسلموا



عليك صلاة الله وسلامه يا حبيبنا يا رسول الله عدد ما في السموات وما في الأرض وما بينهما

أللهم صل وسلم وبارك وزد وتكرم على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

(ومع قصيدة جديدة بإذن الله وتوفيقه)
*****

رفيق الدرب 01-05-2012 02:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز بن شويل (المشاركة 36645)










محمد في فؤاد الغار يرتجفُ = في كفّه الدهر والتاريخ والصحفُ
مُزَمّل في رداء الطهر قد صَعَدت = أنفاسه في ربوع الكون تأتلفُ
من الصفا من سماء البيت جلَّله = نوراً من الله لا صوفُ ولاخصفُ
فأشرقت بسمات الوحي وانقشعت = تيجان من قتلوا الأحرار واعتسفوا
وَحُرّرت من بلال الحقّ مهجتَه = وضلّ ما نسج الباغون واقترفوا
أنا الجزيرة في عيني عباقرة = الفجرُ والفتح والرضوان والشرف
أنا الجزيرة بيت الله قبلتها = وفي حمى عرفاتٍ دهرنا يقف
جبريل يروي لنا الآيات في حُللٍ = منث القداسات والأملاك قد دلفوا
وقاتلت معنا الأملاك في أُحُـدٍ = تحت العجاجة ما حادوا وما انكشفوا
ذابت عيون وأسماعُ وأفئدةُ = حُبّاً لمن نوره في الغار مكتنفُ
اقرأ فأنت أبو التعليم رائده = من بحر علمك كلُّ الجيل يغترفُ
إن لم تَصُغ منك أقلامٌ معارفها = فالزور ديدنها والظلم والصلفُ
تأريخنا أنت أمهرناك في أنفسنا = نمضي على قبساتٍ منك أو نقفُ
على جماجمنا خُض كل ملحمةٍ = أغلى الرؤس التي في الله تقتطف
في كفك الشهم من حبل الهدى = على الصراط وفي أرواحنا طرفُ



الشيخ عائض القرني





ابا توفيق



جزاك الله خيراً وجعل ما تُقدم في موازين حسناتك







تحياتي

...........






قرأت هذه القصيدة الرائعة لعائض القرني
وتبين لي أن هناك زيادة ونقص في بيتين وأحسبهما كما يلي :
تاريخنا أنت أمهرناك أنفسنا *** نمضي على قبسات منك أو نقف
والبيت الآخر :
في كفك الشهم من حبل الهدى طرف *** على الصراط وفي أرواحنا طرف
أرجو التأكد والتصحيح ولك الشكر على هذا المتصفح الجميل يا أبا توفيق
والشكر موصول لعبد العزيز شويل

خالد الزهراني 05-01-2012 10:11 PM

جزاء الله صاب المجهود الخيري ابو توفيق خير الجزاء لاثرائه هذا الموضوع الرائع كتب الله له الاجر


مشرف الأدب 05-09-2012 09:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب (المشاركة 147232)


قرأت هذه القصيدة الرائعة لعائض القرني
وتبين لي أن هناك زيادة ونقص في بيتين وأحسبهما كما يلي :
تاريخنا أنت أمهرناك أنفسنا *** نمضي على قبسات منك أو نقف
والبيت الآخر :
في كفك الشهم من حبل الهدى طرف *** على الصراط وفي أرواحنا طرف
أرجو التأكد والتصحيح ولك الشكر على هذا المتصفح الجميل يا أبا توفيق
والشكر موصول لعبد العزيز شويل


رفيق الدرب

شكرًا لملاحظتك الدقيقة على البيتين اللذين أشرت إليهما.
إن دلت على شيء فإنما على اهتمامك بما تقرأ، وعلى حسك الشعري،
وتذوقك للشعر الفصيح المقفى، والمامك ببحوره وأوزانه.

وقد تم تعديل بيتي القصيدة المشار اليهما في المشاركة الأصلية للأخ عبد العزيز شويل.

مع شكر مشرف الأدب وتقديره لشخصكم الكريم.

مشرف عام3 09-29-2012 09:47 AM

http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...01774175_n.jpg


مُذ آذَنَت بَيننا الحسناءُ بِالدُّهُمِ
والمُستباحُ دمي مِن أدمعي العِصَمِ

يـا قاتِلي بِسهام الّلحظِ في كبدي
لادِيّةً تُرتجى أو ثأرَ مُـنــتَـــقِـــــمِ

يا طالما نَصَبت عيناي مِن شَرَكٍ
واصطادني هَدَبٌ يَشكو مِن السَّقَمِ

هَلاّ رَفِقتَ، فلا مُضناكَ تَهجُرُهُ
أطيافَكُم بِكَرىً، أو إن صَحا يَهِمِ

إن كُنتُ مُجتَرِحاً سوءاً بِعِشقكمو
فالعَفو أفضلُ ما في المرءِ مِن شِيَمِ

كَم لائِمٍ أضحى أُذُناً لنا لَمّا
ذاق الجوى، فدَنا مِن لَذّةِ الألَمِ

إنّي ضَرِعِتُ لِمَن سَوّاكَ مِن عِوَجٍ
أن نَستقيمَ على عَهدٍ ومُنتَسَمِ

فاللهُ يَجمعنا مِن بَعدِ فُرقَتنا
حتّى يُثيبُ رِضىً ذو الجودِ والكَرَمِ

يارَبُّ ألهِمنا في أمرنا رِشَدا
واصلح لنا قَلباً قَد ضلَّ في الظَّلَمِ

واغسِل خطايانا بالثلجِ والبَرَدِ
واروِ لنا ظمئاً مِن أطهرِ الدِّيَمِ

قَد ضَلَّ مَن ندعو إلاّكَ يا ربي
يا واحداً أحداً يا مُسْبِغَ الِّنعَمِ

شَفِّع بِنا عَبْدأً أولَيتَهُ نِعَماً
فكان أفضَلَ مَن يَمشي على قَدَمِ

آمَنتُ أنّ رسول اللهِ مُختَتِمٌ
دَعوى النبينَ للإسلامِ في الأُمَمِ

فاعظِم بِمَن جاءَ بالِتّوحيدِ مُنْتَجَباً
و اكرِم بهِ خاتَماً بَل مِسكَ مُخْتَتَمِ

لِلعالمين سَرت أنوارُ رَحمتِهِ
لا فَضلَ لِلعُربِ في التّقوى على عَجَمِ

ماذا يُضيفُ لَهُ المُدّاح إن مَدحوا
مِن بَعدِ خالِقهِ في سُورَةِ القَلَمِ

الصِّدقُ والعَفو والإكرامُ شيمَتَهُ
والعزمُ والصَّبرُ والإقدامُ في القُحَمِ

يا خَيرُ مَن طلَعَت شَمْسٌ عليهِ ضُحىً
وخيرُ مَن ضَمّت أرضٌ مِن الأدمِ

واللهُ يُنجينا فَضلاً بِرحمتهِ
مِن بَعدِ موقفنا في المَحشَرِ الوَخِمِ

والحَوضُ مُنتَظِرٌ وِرداً لَهُ قُدُماً
وِرْدَ الأُسودِ أَتَت مِن أدغُلِ الأجَمِ

والجنّةُ الأعلى شوقاً له فُتِحَت
والحُورُ تَهْزِجُ تَرحيباً مِن الخِيَمِ

يا سَعدَ مِن ظَفِروا يوماً بِصُحبَتِهِ
وخابَ مَن حُرِموا مِن نِعمَةِ السّلَمِ

أزواجهُ دُرَرٌ، أصحابهُ نُجُبٍ
ونورُهُم قَبَسٌ مِن نُورِهِ العَمَمِ

يا رَبُّ إن حُرِمَت أجفاننا نَظَراً
فامنُن بِصُحبَتِهِ في جَنّةَ النِّعَمِ

للشاعر قاسم المومني

مشرف عام3 09-29-2012 10:06 AM

أنقل لكم بعض مقالات كبار علمائنا حول بردة البوصيري

1. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - : " وأما الملك : فيأتي الكلام عليه ؛ وذلك أن قوله : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، وفي القراءة الأخرى ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) : فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله تعالى ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ . ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ . يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) الانفطار/ 17 – 19 .
فمن عرف تفسير هذه الآية ، وعرف تخصيص المُلك بذلك اليوم ، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره : عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها ، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها ، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها ، فأين هذا المعنى ، والإيمان ، بما صرح به القرآن ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : ( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ) :

من قول صاحب البردة :
ولن يضيق رسولَ الله جاهك بي ***** إذا الكريم تحلي باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم

فليتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ، ومن فتن بها من العباد ، وممن يدعى أنه من العلماء ، واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن : هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله ) ، وقوله : ( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً ) ؟! لا والله ، لا والله ، لا والله ، إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق ، وأن محمَّداً صادق على الحق ، وأن أبا جهل صادق على الحق ، لا والله ما استويا ، ولن يتلاقيا ، حتى تشيب مفارق الغربان .
فمن عرف هذه المسألة ، وعرف البردة ، ومن فتن بها : عرف غربة الإسلام " انتهى .
" تفسير سورة الفاتحة " من " مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب " (5/13) .

2 . قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله - : " من عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف إلى عبد الخالق الحفظي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد بلغنا من نحو سنتين : اشتغالكم ببردة " البوصيري " ، وفيها من الشرك الأكبر ما لا يخفى ، من ذلك قوله : " يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك " إلى آخر الأبيات ، التي فيها طلب ثواب الدار الآخرة من النبي صلى الله عليه وسلم وحده ...
وكونه صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء لا يلزم أن يختص دونهم بأمر نهى الله عنه عباده عموماً ، وخصوصاً ، بل هو مأمور أن ينهى عنه ، ويتبرأ منه ، كما تبرأ منه المسيح بن مريم في الآيات في آخر سورة المائدة ، وكما تبرأت منه الملائكة في الآيات التي في سورة سبأ .
وأما اللياذ : فهو كالعياذ ، سواء ، فالعياذ لدفع الشر ، واللياذ لجلب الخير ، وحكى الإمام أحمد وغيره الإجماع على أنه لا يجوز العياذ إلا بالله ، وأسمائه ، وصفاته ، وأما العياذ بغيره : فشرك ، ولا فرق .
وأما قوله : " فإن من جودك الدنيا وضرتها " : فمناقض لما اختص به تعالى يوم القيامة من الملك في قوله : ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) ، وفي قوله تعالى في سورة الفاتحة : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، وفي قوله تعالى : ( يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) ، وغير ذلك من الآيات لهذا المعنى ، وقال غير ذلك في منظومته مما يستبشع من الشرك " انتهى .
"رسائل وفتاوى الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد عبد الوهاب" (1/82) .

3. ذكر الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ – رحمه الله – بعض الأبيات السابقة ، ثم قال: " فتأمل ما في هذه الأبيات من الشرك .

منها : أنه نفى أن يكون له ملاذٌ إذا حلَّت به الحوادث ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو .
الثاني : أنه دعاه ، وناداه بالتضرع ، وإظهار الفاقة ، والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية .
الثالث : سؤاله منه أن يشفع له في قوله :
ولن يضيق رسول الله ... البيت
وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوه ، وهو الجاه ، والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً : فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله ، فلا معنى لطلبها من غيره ؛ فإن الله تعالى هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداء .
الرابع : قوله : فإن لي ذمة ... إلى آخره :
كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك .
تناقض عظيم ، وشرك ظاهر ، فإنه طلب أولاً أن لا يضيق به جاهه ، ثم طلب هنا أن يأخذ بيده فضلاً وإحساناً ، وإلا فيا هلاكه .
فيقال : كيف طلبت منه أولاً الشفاعة ، ثم طلبت منه أن يتفضل عليك ، فإن كنت تقول : إن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله : فكيف تدعو النبي صلى الله عليه وسلم ، وترجوه ، وتسأله الشفاعة ؟ فهلا سألتها من له الشفاعة جميعاً ، الذي له ملك السموات والأرض ، الذي لا تكون الشفاعة إلا من بعد إذنه ، فهذا يبطل عليك طلب الشفاعة من غير الله .
وإن قلت : ما أريد إلا جاهه ، وشفاعته ، بإذن الله .
قيل : فكيف سألته أن يتفضل عليك ويأخذ بيدك في يوم الدين ، فهذا مضاد لقوله تعالى : ( وما أدراك ما يوم الدين . ثم ما أدرك ما يوم الدين . يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً . والأمر يومئذ لله ) ، فكيف يجتمع في قلب عبد الإيمان بهذا وهذا ؟! .
وإن قلت : سألته أن يأخذ بيدي ، ويتفضل عليَّ بجاهه وشفاعته .
قيل : عاد الأمر إلى طلب الشفاعة من غير الله ، وذلك هو محض الشرك .
الخامس : في هذه الأبيات من التبري من الخالق - تعالى وتقدس - والاعتماد على المخلوق في حوادث الدنيا والآخرة ما لا يخفى على مؤمن ، فأين هذا من قوله تعالى : ( إياك نبعد وإياك نستعين ) الفاتحة ، وقوله تعالى : ( فإن تولوا فقـل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلـت وهـو رب العـرش العظيم ) ، وقوله : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً ) ، وقوله تعالى : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً . قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً . إلا بلاغاً من الله ورسالاته ) .
فإن قيل : هو لم يسأله أن يتفضل عليه ، وإنما أخبر أنه إن لم يدخل في عموم شفاعته فيا هلاكه .
قيل : المراد بذلك سؤاله ، وطلب الفضل منه ، كما دعاه أول مرة وأخبر أنه لا ملاذ له سواه ، ثم صرح بسؤال الفضل والإحسان بصيغة الشرط والدعاء ، والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط ، كما قال نوح عليه السلام : ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) " انتهى .
" تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد " (1/187-189) .

4. وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

قرأتُ حديثاً فما مدى صحته ، وهو : ( من كان اسمه محمَّداً فلا تضربه ولا تشتمه ) ؟ .
فأجاب : " هذا الحديث مكذوب ، وموضوع على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس لذلك أصل في السنة المطهرة ، وهكذا قول من قال : " مَن سمَّى محمَّداً فإنه له ذمة من محمد ، ويوشك أن يدخله بذلك الجنة " ! وهكذا من قال : " من كان اسمه محمَّداً فإن بيته يكون لهم كذا وكذا " ، فكل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة ، فالاعتبار باتباع محمد ، وليس باسمه صلى الله عليه وسلم ، فكم ممَّن سمي محمداً وهو خبيث ؛ لأنه لم يتبع محمَّداً ، ولم ينقَد لشريعته ، فالأسماء لا تطهر الناس ، وإنما تطهرهم أعمالهم الصالحة وتقواهم لله جل وعلا ، فمن تسمى بأحمد ، أو بمحمد ، أو بأبي القاسم ، وهو كافر ، أو فاسق : لم ينفعه ذلك ، بل الواجب على العبد أن يتقي الله ويعمل بطاعة الله ، ويلتزم بشريعة الله التي بعث بها نبيه محمداً ، فهذا هو الذي ينفعه ، وهو طريق النجاة والسلامة ، أما مجرد الأسماء من دون عمل بالشرع المطهر : فلا يتعلق به نجاة ، ولا عقاب .
ولقد أخطأ البوصيري في " بردته " حيث قال :
فإن لي ذمة منه بتسميتي ... محمَّداً وهو أوفى الخلق بالذمم
وأخطأ خطأ أكبر من ذلك بقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي ***** فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل هذا المسكين لياذه في الآخرة بالرسول صلى الله عليه وسلم دون الله عز وجل ، وذكر أنه هالك إن لم يأخذ بيده ، ونسي الله سبحانه الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع ، وهو الذي ينجي أولياءه ، وأهل طاعته ، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم هو مالك الدنيا والآخرة ، وأنها بعض جوده ، وجعله يعلم الغيب ، وأن من علومه علم ما في اللوح والقلم ، وهذا كفر صريح ، وغلو ليس فوقه غلو ، نسأل الله العافية والسلامة .
فإن كان مات على ذلك ، ولم يتب : فقد مات على أقبح الكفر ، والضلال ، فالواجب على كل مسلم أن يحذر هذا الغلو ، وألا يغتر بـ " البردة " ، وصاحبها ، والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 370 ، 371 ) .
وأقوال العلماء أكثر من هذا ، ويوجد من الأبيات ما فيه مجال للنقد ، لكننا اخترنا بعضاً من `ذلك ، وهو كافٍ في بيان المقصود ، وهو التحذير من هذه القصيدة ، وأنها احتوت على غلو ظاهر ، وكفر وزندقة .
وللمزيد في نقد هذه القصيدة : ينظر كتاب " العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية " للشيخ عبد الرحمن المغراوي "القسم الخامس" ( ص 139 – 154 ) ، ومقال " قوادح عقدية في بردة البوصيري " للشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف ، هنا :
http://www.saaid.net/arabic/ar20.htm


والله أعلم


الساعة الآن 07:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir