ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   دواوين الشعراء (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=94)
-   -   ديوان الشاعر ( محمد ملاسي ) (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=7609)

عبدالله رمزي 08-03-2009 12:36 AM

ما شاء الله تبارك الله

أحياناً يتطلب منّا الرد على الموضوع الذي نقرأه ولكن بعض المواضيع تفرض علينا الردود بل وتجبرنا على الرد .. ليس تعاطفاً مع الكاتب ولكنّ ما كتب ينال الإعجاب ويستحق أن نشيد بكاتب الموضوع ..

ما يكتبه أخي الفاضل محمد عجير من تحليل وشرح وسرد للقصة والقصيدة لا يحتاج منّا رداً خوفاً من تشويه ما كتبه الكاتب .. ولكن المشاركة بالرد أعرف أن لها ردة فعل عند الكاتب ..

لست أنا من يقيم الموضوع أو كاتبه فكلاهما فوق مستوى تقييمي لهما .

ذكاء الشاعر جعلته يستخدم الحيلة في سبيل كسب لقمة العيش ولا يلام في ذلك
لكن الشيء الذي لم يخطر ببال الشاعر محمد ملاسي . هو وصول الخبر إلى دغسان الذي جعل ملاسي بلباقة يعترف بما فعل ضمن أبيات قليلة في عددها لكنها كبيرة في كلماتها ومعانيها ..

ودغسان شاعر ليس بالسهل فقد جعل ملاسي يقع وما حد سمّى عليه ويوضح الأمر بالتفصيل ..

شكراً للكاتب ورحم الله الشاعرين رحمة واسعة ..

محمد عجير 08-13-2009 09:50 PM




ملاسي والغزل

اغراض الشعر خمسة (المدح و الهجاء، الوصف، الرثاء، الغزل ) وهناك من يضيف إليه غرضا سادسا وهو ( الشكوى ) وإن كان البعض يدخل هذا تحت بند ( الوصف ) أي وصف الشاعر لحالته التي يشكو منها، والملاحظ أننا عندما نورد دواوين شعرائنا ( شعراء الجنوب ) نتحاشى المرور على ما اوردوه في الغزل أو أننا نشير إليه عن بعد وعلى استحياء وكأننا عن قصد نوسمهم بما لم يوسم به البشر مع أن المأثور عن الشعراء في الجاهلية والإسلام أنهم طرقوا هذا الجانب وتوسعوا فيه حتى نُسب بعضهم إلى معشوقته ـ ككثيّر عزّة، وجميل بثينة، ومعشوق ليلى ـ وغيرهم، وقد صرّح بعض الشعراء في نظمه بإسم المعشوقة ولم ينكر عليه أحد ذلك، فكعب بن زهير مثلا أنشد أمام النبي صلى الله عليه وسلم قصيدته المشهورة :

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول * * * متيم اثرها لم يفد مكبول

فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم التصريح بإسمها ولم يلمه على ذلك ، كما ذهب غيره إلى مثل ما ذهب إليه فقال الأعشى في محبوبته هريرة :

ودع هريرة إن الركب مرتحل ... و هل تطيق وداعاً أيها الرجل

غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها ... تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل


وقال جميل بثينة :

فهلاّ تجزني أمُّ عمروٍ بودها * * * فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي

وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ جهده * * * ِ وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ

إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً وإن نأتْ * * * جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ

أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنة ِ لم يردْ * * * سواها وحبُّ القلبِ بثنة َ لا يجدي

تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا * * * ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ

فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً * * * وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد


وروي عن كثير عزة قوله :

ألا لَيْتَنا يا عَزَّ كُنَّا لِذِي غِنًى * * * بعيرينِ نرعى في الخلاءِ ونعزُبُ

كِلانا به عَرٌّ فمَنْ يَرَنا يقُلْ * * * على حسنِها جرباءُ تُعدي وأجربُ

إذا ما وَردنا مَنْهلاً صَاحَ أهلُهُ * * * علينا فما ننفكُّ نُرمى ونُضربُ

نكونُ بعيريْ ذي غنى ً فيُضيعُنا * * * فلا هُوَ يرْعانا ولا نَحْن نُطْلَبُ

يُطّرِدُنا الرُّعيانُ عَنْ كُلِّ تلْعة ٍ * * * ويمنعُ مِنّا أَنْ نُرى فيه نَشْرَبُ

وددتُ -وبيتِ اللهِ- أنّكِ بكرة ٌ * * * هجانٌ وأنّي مُصعَبٌ ثمَّ نهرُبُ


وقال قيس بن الملوح :

تعلقت ليلى وهي ذاتُ تمائمً * * * ولم يبدُ للاتراب من ثديها حجمُ

صغيران نرعى البهم ياليت أنّنا * * * بقينا ولم نكبر ولم تكبر البهمُ


وقال قيس بن ذريح في لبنى :

يقولون لبنى فتنة كنت قبلها * * * بخير فلا تندم عليها وطلق

فطاوعت أعدائي وعاصيت ناصحي * * * وأقررت عين الشامت المتملق

وددت وبيت اللّه أني عصيتهم * * * وحملت في رضوانها كل موثق

وكلفت خوض البحر والبحر زاخر * * * أبيت على اثباج موج مفرق

كأني أرى الناس المحبين بعدها * * * عصارة ماء الحنظل المتفلق

فتنكر عيني بعدها كل منظر * * * ويكره سمعي بعدها كل منطق


فما بالنا نحن نخفي ما قاله شعراؤنا في هذا الجانب أو نتجنب الخوض فيه مع أنه لم يؤثر عن أحد منهم أنه ذكر إسم محبوبته أو تطرق لوصف شئ منها وانما اكتفى بالرمز لها بما تطيب النفس بتذوقه ( كالتمر والعسل والبن والعنب والبُرّ وما في حكمها ) او بما ترتاح العين لرؤيته ( كالشمس والقمر ) وما شابههما ؟!

يقول دغسان رحمه الله :

يابرّ ماهو من جميع الحَبّ شبّه
راوياً ياحَب ش ارواك
غالي وجاله في بلاد الحَبّ شِيطان
مايجي للحَبّ شواني
لاسيق ضلاّ له في البقعا ترنه


وفي قصيدة أخرى يقول :


ياتمر صفري زان في ملك إنتظامي
مال غرسه ودّيش رُبّ
يزهي ويتزايد متى ما يهبط السوق
وله التجار ولما
دونه حراراً فايته وارواض مايه


ويقول الشاعر سعد بن عبد الرحمن رحمه الله :

يارازقيا بطن وادي فيق فانا
له نوامي شرّعت به
لاصد عوده بالروى له راج فيه
زاد طلعه عالمنى هيل
كلا يقل ياليت قوتي من هبوره



وفي قصيدة اخرى يقول :


ياصالبيا فا لخلي والما جرى له
في قصابه ردّ ع ألما
يازين غرسه مال بين الشمس والفي
له من الحُلَّق نبع جم
تحيي القلوب الميته يا بُنّ صدري


ويقول الشاعر حميد المحضري رحمه الله :

ياشهر ما ودّي تغيّب ليل عنّا
اولك نوراً وتاليك
واما ليالي النص ريتك في كباير
كل وادي نار به نار
نورك على الغوقه بوادي فيق هاوي


وفي قصيدة أخرى يقول :

يا جلس نحل من صدور اهل التهم جا
جاليه متولعينا
فايت ورا مزحك ومشي من رماضي
سد بيبان لحاجه
وهو دوا الروح العليل ومجار بله


اذا لاحضنا أن أحدا منهم لم يتفحش في الغزل ولم يشر إلى إسم محبوبته أو يتطرق لها من قريب أو بعيد فلم نتجنب تدوين غزلهم مع أنهم نظموه ولم يتنكر له أحد منهم ؟!

جمع محمد ملاسي انواعا ثلاثة من اغراض الشعر في قصيدة واحدة تتكون من ثلاثة أبيات فقط حيث اشتكى ووصف حالته وتغزّل فماذا قال :

يقلك إبن جهاد ما ابغي حماة البير
ورحت ما الوادي معيّل من الظما
باموت يادغسان والماء نصيّره


حماة البير : ماء من اسفل البئر مختلط بطين أسود
معيّل : حالة بين الإغمائة والإفاقة
نصيّره : نشاهده

فأي عبقرية هذه التي جمعت بين ثلاثة من اغراض الشعر في هذه الابيات الثلاثة ؟! إنها عبقرية ملاسي بلا شك فهل يسعفنا أحد برد دغسان الذي تتضح من خلاله عبقريته أيضا ؟! ارجو ذلك .

أبوناهل 08-14-2009 03:02 AM

بارك الله فيك ياأباعبدالله
ولكنني أعتقد ان المحراف الأول لملاسي
رحمه الله غير بدلاًمن ماأبغي ربما (أشرب) وقد أكون مخطيء ..
لأنني أتوقع ان رد دغسان رحمه الله
فيه : ماأبغي (لاأريد) حماة (حماية) البير
(الباير)..
عموماً : إشارتك للناحية الغزلية مهمة جداً
فقد كان البعض ممن سبقونا يتحاشون ذلك ..
دمت ودام هذا العطاء ولاعدمتك ..

علي بن جاهمه 08-14-2009 01:08 PM

والله انها كانت عندي كاملة ...
بس ضاعت مع زحمة الشغل والوقت
عموما في الرد كما ذكر ابو ناهل
يقول دغسان ماابغي حماة البير
مدري وش يقل فيها ...منظما
مدري وش يقل فيها .. مانصيره ( لا نذكره )
وهذا عموما بدع من دغسان والرد من ملاسي كما اوردته يا سيادة اللواء

أبوناهل 08-14-2009 01:36 PM

( وهذا عموما بدع من دغسان والرد من ملاسي )


أخالفك الرأي في هذه ياأباحمدان فالبدع من ملاسي رحمه الله والسياق يوضح ذلك
وأتفق معك أن رد دغسان رحمه الله (يقل علي دغسان ماأبغي حماة البير)
والثانيه فيها (منظما ) من الإنتظام والثالث أعتقد ( ولما ) والمين (نصيره)
من نصرة الشخص والله اعلم ..
عموماً سعادة اللواء لديه الخبر اليقين وسيورده لاعدمتكما ..

نايف بن عوضه 08-14-2009 02:22 PM


اخي ابو عبدالله 00 طرحت موضوع في غاية الاهميه والروعه 0 ولاثراء 0 موضوعك اقدم لك وللمتداخلين هذه الرائعتين لدغسان وحميد والزرقوي وحميد رحمهم الله جميعا وربما كانت هذه المشاعر الطيبه لا تتحدث الا عن الصوره البلاغيه والتصوير الدقيق لاحاسيسهم وقد قلت سابقا ان حميد رحمه الله 0 اقسم 0 انه لم يتعامل مع الحرام الا ما قاله بلسانه عفا الله عنهم جميعا ونفعهم بدعأنا لهم وجزاك الله خير ولولا الحب ما ابدع الشعراء ولما وصلت الينا هذه الصور البلاغيه 00 وقد كان حميد شديد الحرص على الاناقه 0 حتى ان بعض اقرانه ساله في سوق الغشامره عندما لمح اناقته 0 بعد 0 يطري عليك يا حميد 0 اجاب بابيات محفوظه عندي منها 00
( انا لو اشوى صفتي يزرو عليه
للمحبه اهبط السوق
ما ردني عنها سيوف ولا مشاعيب )
بدع من دغسان

يا برك راوي والدني ما تمنشاه
برعه ودنه براعي
في الخلي من دونه اشتاب حيا الصيف
عنه برا المذي ابات
تصبح شعوبه تتمايل مرياذيب

الرد من حميد

يا خي علي وسط الخلا ما تامن الشاه
ما تسير الا براعي
لو كان ترعى من البقول ومن حيا الصيف
ما بتامن من الذيابات
الا يقل راعي المنيمس مر يا ذيب

بدع من الزرقوي
بعيد عن خبت البقر يا خبت عدنا
يا مودي ود في بيش
الوادي المذكور ما تسني عطاريه
فيه جم زرقواني
يصلح لغرس الرازقي وعلي بله

الردمن حميد
قربك سلبنا ليتنا يا اخ ابتعدنا
خذت ثوبي وادفي بيش
ليته بعيدا ما يجي تسنيع طاريه
خذتنا يا زرقواني
كم لي مريض ماا تقول علي با لله

ودمتم بخبر

محمد عجير 08-15-2009 05:02 PM



الأبن الغالي ـ أبو ناهل
أخي الحبيب ـ علي بن جاهمة
ـ تحية عطرة، وبعد :ـ

شكرا لكما على مداخلتيكما وتعقيبيكما ، والحقيقة أن الحق مع أبي ناهل فيما أوضحه فإن البدع من شاعرنا محمد ملاسي رحمه الله فحسب ما رواه لي والدي العزيز الشيخ مسفر أبوعالي أطال الله عمره فإن الشاعر كان عائدا من الوادي فقابل دغسان قبل أن يصل إلى بيته الواقع على الطبيعة بعد بيت دغسان فقال له ( إسمع واش يقلك إبن جهاد ) وأورد البدع فرد عليه دغسان في الحال بقوله ( يقل علي دغسان ما ابغي حماة البير ) ويقصد ـ حماية البائر ـ إلى أن قال {.......عقد(ن) أو جيش(ن) منظما ـ من التنظيم ، ........ والمى نصيّره ـ أي أن نصرته وآلمة ـ أي جاهزة } لكن مع الأسف لم نجد الرد كاملا ولعل هناك من يحفظه ويتحفنا به لنسطره للأجيال القادمة فهو أجل من أن ينسى . تحياتي لكما .

محمد عجير 08-15-2009 05:10 PM


أستاذنا الفاضل ـ حافظ التراث ـ الأخ / نايف بن عوضة

سلام من الله عليك أبا صالح، وبعد

توقفك وامثالك هنا دليل على الإعجاب، وإضافتك ومداخلتك تأكيد على أن الأمر محل إهتمام ، كم أنا سعيد بهذا التواجد وتلك الإطلالة فإن لها وقد صدرت منك ومن امثالك مدلولات أحتفظ بها وقودا كما تحتفظ النملة بقوت الشتاء . لاعدمتك أمدك الله بالصحة والعافية وأحسن لنا ولك المخرج والختام .

الفجر الجديد 08-25-2009 08:44 PM

بسم الله الرحمن الرحيم.........

ماشاء الله تبارك الله ابداع رائع جدا......
مزيدا من التوفيق............
مع تحيات ابنك ...أبوأسامة....

عبدالرحيم بن قسقس 08-26-2009 11:18 PM

.

*****

وقفت عند ديوان محمد ملاسي عاجز عن المشاركة إلا بالشكر والتقدير والاحترام لك يا أبا عبدالله

ابدعت في التحليل والوصف حتى اصبحت اعيد النظر في البدع والرد أكثر من مرة كي استطيع الوصول إلى فكرة القصيدة وهدفها

نثمن لك هذا الإبداع وإن كان لنا مشاركة فستقتصر على كتابة بعض القصائد دون تحليل أو وصف

نكرر الشكر والتقدير ولك خالص تحياتي

*****

أبوناهل 09-08-2009 03:43 AM

هناك إختلاف بين رواة الرد وذلك
للفترة الزمنية الطويلة التي أعقبت هذه القصيدة
.... الرد الذي سأورده هنا نقلاً عن الشيخ :
حامد بن ناحي من الظفير والذي ذكرالقصة
للوالد يوم الخميس الماضي عند ذهاب
الوالد حفظه الله للباحة ...


الرد

يقل علي دغسان ماأبغي ( حماة البير) 1
يادرع بوزيد الهلالي (منظما) 2
( قتل ) في أرض المعركه (مانصيره) 3


1- حماية الباير
2- منتظم
3- قتل بضم القاف وكسر التاء ؛ مانصيره أي مانصروه

محمد عجير 10-03-2009 07:40 PM

ملاسي والقدس

البدع ( من دغسان )


اهلك ياشوقبي(ن) زارعه قِدْ سَرَح
يوم تصبح وهوّه بالروى ماليهود
مايجي للمريري من فلس طينهم
مايجي الا في ارض(ن) ضاريه بالعمار
بُرّ في تالبه مزروع يابن جهاد
في بلاد(ن) كذا عن قرية الجادية


معاني الكلمات :ـ

اهلك : هنيئا لك .
الشوقبي : القمح ( الحُنْطة )والمخاطب هنا المقصود بالتهنئة هو زارع القمح وليس القمح نفسه .
ماليهود : يتهاود أي يتمايل على بعضه بعضا بهدوء إذا هبت الريح من شدة الرواء .
المريري : إسم موقع شمال رهوة البر .
فلس طينهم : الطين المفلس أي غير الصالح للزراعة .
ضارية بالعمار : معتادة على إهتمام الفلاّح بها وجهوده المميزة لاستصلاحها .
بُرّ : إسم آخر للقمح .
تالبه : إسم موقع شمال قرية الجادية ورغدان مشتهر بانتاج القمح الجيد .

والقصيدة غزلية البُنْيَة رمز الشاعر فيها بالشوقبي للشخصية المخاطبة المعجب بها وهي واضحة المعاني والمدلولات لاتحتاج لشرح قد يضر بتركيباتها وما ترمي إليه .

الرد ( لملاسي )

يامحمد ملاسي جهة القدس رُحْ
جا على المسجد الاقصى خطا ما اليهود
يا وُجْد المسلمين على فلسطينهم
ديرة لو نفادي دونها بالعمار
والذي ينقتل في معركات الجهاد
رابح (ن) جا خلاص(ن) فيه وان جا دية


استهل الشاعر رده بحرف النداء الموجه لذاته آمرا نفسه بالتوجه إلى فلسطين للدفاع عن القدس التي تستحق التضحية والجهاد بعد أن اعتدى اليهود على مسجدها الأقصى موضحا بأن من يُقتل في تلك المعركة رابح في كلا الحالتين سواء أقتل مقابله أحد المعتدين أو سلمت لأهله الديّةُ مقابل فقده ، وعلى كل حال فقد أبدع ملاسي في رده سواء اكان مقصده الجهاد بعينه على وجه الحقيقة في فلسطين أم أنه عنى بالقضية كلها بما فيها القدس والمسجد الأقصى محبوبته والأرض التي انجبتها ولا غرو في ذلك فهو لم يتمثل سوى قول الشاعر العربي الذي سبقه إلى ذلك حيث قال :

فرشوا على قبري من الماء واندبوا **** قتيــل كعـاب لاقتيـل حروب

رحم الله ملاسي ودغسان وجمعنا بهما في جنات عدن .

أبوناهل 10-03-2009 08:03 PM


حياك الله ياأباعبدالله
حينما رأيت هذه الإطلالة تذكرت قول
جدي دغسان رحمه الله :

(يامرحبا بك عدة التمروالحبوب
إنحن نحبك من عيون (ن) ومن قلوب )

فمرحى بك وأهلاً بهذه القطوف التي حرمنا منها
أيام بدت لنا وكأنها سنون .. واصل فلاعمناك ..

الحجاج 10-04-2009 05:47 PM

الرد ( لملاسي )

يامحمد ملاسي جهة القدس رُحْ
جا على المسجد الاقصى خطا ما اليهود
يا وُجْد المسلمين على فلسطينهم
ديرة لو نفادي دونها بالعمار
والذي ينقتل في معركات الجهاد
رابح (ن) جا خلاص(ن) فيه وان جا دية


ربما يكون هذا الشاعر يشعر بالأسى ويتمنى أن يكون مجاهداً في سبيل الله وهاهو يعلنها على الملاْ ويخبرهم أنه سيتوجه إلى القدرس لكي يدافع عن المقدسات .

لكن هل فينا االيوم من فكر فقط بأن يكون مجاهداً دون المقدسات

محمد عجير 10-24-2009 10:32 PM

تنويه واعتذار
بعد أن تم ايراد القصيدة أدناه وتوضيح معاني الكلمات ومن بينها كلمة ( ماليهود )

اهلك ياشوقبي(ن) زارعه قِدْ سَرَح
يوم تصبح وهوّه بالروى ماليهود
مايجي للمريري من فلس طينهم
مايجي الا في ارض(ن) ضاريه بالعمار
بُرّ في تالبه مزروع يابن جهاد
في بلاد(ن) كذا عن قرية الجادية

ماليهود : يتهاود أي يتمايل على بعضه بعضا بهدوء إذا هبت الريح من شدة الرواء .
اتصل بي أخونا الفاضل علي بن جاهمة وقال بأن معنى ( ماليهود ) الأودية المليئة بالحنطة ( مليه أود ) فأصررت على أن المعنى ماذكرته بعاليه خصوصا وأنه كان لي مؤيد على ذلك وهو عمي الفاضل مسفر أبوعالي لكن بعد هذا باسابيع اتصل بي العم مسفر حفظه الله وذكر لي بأن الحق مع أبي حمدان فقد ذهب والدنا العزيز يحي بن صوهد أطال الله عمره إلى ماذهب إليه الأخ علي بن جاهمة في هذا السياق فوجب التنويه والأعتذار وتقديم الشكر له وللعم مسفر ولأبي صالح حفظهم الله من كل سوء ، مع تحياتي للجميع .

علي ابوعلامه 10-25-2009 11:11 PM


شكرا ابا عبد الله على هذا الحضور والتنويه
والبحث عن الحقيقة دون تعصب لرأي
وهذا من خلقك وذوقك الراقي
لا عدمناك

والشكر موصول لابي حمدان
ولا انسى العم يحي بن صوهد وابا سعيد مسفر ابو عالي

دمتم جميعا بود



الثابت 12-03-2009 12:20 AM

.. رد الجَمــيلـ ..
 





الســلام عليــكم ورحمة الله وبركاتـه..


والأن وبعد غياب طويل عن رد هذا الجميل لأهل الجميل

اقول معذرة ! والعذر عند خيار الناس مقبول..

اقول معذرة عن التأخير وشكرا من الاعماق لصاحب هذا الاخراج الرائع لصورة والدي

الشاعر (محمد ملاسي) ..

شكرا لصاحب هذا الطرح والأسلوب الراقي اللذي ينم عن ادب رفيع ونثر رصين لايرقى اليه الا من كان ممراسا وهو كذالك .

اقول له ( ياأبا عبد الله ) لاشك ان النثر محطة الجمال التي نعبر اليها من خلال

قلوب الاخرين فأقول لك لقد عبرت من اوسع الابواب وامتطيت صهوة جوادك

وسخرت يراعك ليسجل لنا عن تراث الابأء والاجداد ومافيه من حكمه ليراها

شبابنا على الانترنت ويعرفون ان لهم ماض جميل وتراث عظيم وشاعر حكيم

وعندها يتغنون بشعره ويطلبون المزيد من شعره المملوء بالحكمه والموعظة الحسنه

فشكرا لك على هذه الجهود الرائعه وهذا الجمال النسجي والأسلوب البديع

فانت سفير النثر وسفير فوق العاده .

سر على بركة الله ولا تدع للمغرضين سبيلا لكي يزلقونك بأبصارهم وافواههم

وخاصة لما قراوا اسلوبك الراقي الجميل الخصب

استمر ولا تنظر الى الذين يتنفسون من ثقب الابره .

ودعني اقول لك هذه الابيات المختصره :




لافظ فوك فقد انجزت انجـازا
.......... وصغت في ادب منثور احساسا
فالنثر والشعر صنوان واخوانا
.......... فكنت فيه علم حقـا ونبراسـا


فشكرا لسعادة اللواء ( محمد عبد الله ابو عالي )

محمد عجير 12-05-2009 02:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الثابت (المشاركة 79299)


فشكرا لك على هذه الجهود الرائعه وهذا الجمال النسجي والأسلوب البديع

فانت سفير النثر وسفير فوق العاده .

سر على بركة الله ولا تدع للمغرضين سبيلا لكي يزلقونك بأبصارهم وافواههم

وخاصة لما قراوا اسلوبك الراقي الجميل الخصب

استمر ولا تنظر الى الذين يتنفسون من ثقب الابره .



أخي الحبيب / أحمد الثابت

سعدت كثيرا بقراءة مشاركاتك في الساحات والتي طال انتظارها حتى كدت افقد الأمل في مشاهدتها فاهلا وسهلا ومرحبا بك وشكرا جزيلا لك على اطرائك وثنائك الذي اخجلني وشعرت بأنه اكبر من حجمي وجهدي المبذول حتى الآن وثق تماما بأن التصدي لشئ من ديوان والدك سواء بايراد مقتطفاته وثماره اليانعة أو بالتعرض لشئ منها بالشرح والتوضيح هو شرف لمن يقوم به فكيف بمن يسعى لجمع الديوان كله ومن ثم الغوص في يمّه والتلذذ بعذوبة الفاظه وجزالة معانيه وجميل حِكَمِه ، لقد حمّلت نفسي هذه المسؤلية عن قناعة تامة وهي نتيجة حتمية للحب الشديد الذي أحمله لهذا الشاعر الفذ ولأسلوبه في الطرح وبناء القصيدة الجنوبية وسانجز مابدأته بإذن الله وإن إعترضتني بعض العوائق وإلم يكن ما اقتبسته بعاليه من ردك عليّ ليس من بينها فلم أجد حتى اللحظة غير الدعم والتشجيع والمؤازرة من الجميع دون استثناء فلك مني ولكل عضو وزائر للموضوع جميل التحية وعظيم التقدير والسلام .
أخوك ومحبك / محمد عجير

محمد سعد دوبح 12-05-2009 04:39 PM

الحبيب الغالي محمد
اولا/ قبول الحج والحمدلله على السلامه
ثانيا/ كل عام وانت ومحبيك بخير
ثالثا/ لقد اعجبني ردك البليغ على احمد الثابت حينما ذكرت انك وجدت من المشاركين والمشاهدين كل تشجيع فسر وعلى بركة الله سلمت وسلمت اناملك لاعدمناك يابي عبدالله 0

ابن الشمال 12-05-2009 10:58 PM

شكرا يامحمد عجير على وضع الأمور في نصابها الصحيح
احمد الثابت {إبن الشاعر} جانبه الصواب في استخدام كلمة {يزلقونك} في مدحك والتي وردت في الأية الكريمة الموجهة للرسول صلى الله عليه وسلم {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} وتفسيرها عند العلماء: ليزلقونك لينفذونك بأبصارهم أي يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل
شكرا يامحمد عجير وسنحسن الظن باحمد الثابت ونعتبره جانبه الصواب أو بغا يكحلها فأعماها
والموضوع يعتبر منتهي بعد رد محمد عجير الواضح والصريح
لا تعذلون العرب كلاً برشده يعيش

محمد عجير 04-27-2010 03:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الحج وملاسي }


كان العمل لدى المطوفين في موسم الحج أو مايسمّى ( بالطلعة ) أحد أهم مصادر الدخل السنوي عند شريحة عريضة من مواطني المملكة ومن بينهم أبناء الجنوب وخاصة ( الغمّد ) الذين برعوا في هذا المجال حتى أصبح عددا منهم من أبرز المطلوبين لدى أشهر المطوفين في مكة كالفطاني والبشناق وغيرهما وماذاك إلا نتيجة لامانتهم وجلدهم وتفانيهم في أداء ماهو موكل إليهم من خدمة الحجاج والسهر على راحتهم والحفاظ على اموالهم واعراضهم وقد كان شاعرنا أحد أولئك العاملين في تلك المواسم طوال حياته بما في ذلك العام الذي توفي فيه فقد ثبت من رواية إبنه أحمد أنه وجد في ( كمره ) بعد وفاته مائتي ريال هي كامل مستحقاته عن ذلك الموسم الذي لم يكمله رحمه الله نتيجة للوعكة الصحية التي المت به في المشاعر وتوفي على اثرها قبل أن ينتهي من مهمته .

وفي موسمين من تلك المواسم خلّد الشاعر تجربة مشاركته فيهما شعرا تداولته الألسن وحفظته الأجيال فكان دليلا على قوة شاعريته واسلوبه الفذ في تصوير الأحداث ونقلها بأدق تفاصيلها لمن لم يشهدها وفي كلمات معدودات لو كتبت نثرا لم يف بجزئياتها عشرات الصفحات ومئات الكلمات فانظروا ماذا يقول :


في حج عام 1369 هـ ونتيجة لقلة الوعي وضعف الوازع الديني لدى بعض الاشخاص الذين اُبتلي بهم ذلك الموسم فقد اصطحب عدد منهم وخصوصا الأثرياء من المطوفين العاملين على خدمة الحجاج وكنوع من الترفيه عن النفس في اوقات الفراغ آلآت تسمى باللغة الأنجليزية ( بي كام ) واشتهرت لدى العامة ( بالبكم ) اختصارا وهي صناديق خشبية تحوي الآت تعمل على تشغيل أشرطة أغاني دائرية الشكل شبيهة بالسيدهات الحالية إلا أنها أكبر حجما ويعلو الجهاز أو الصندوق الذي يلف تلك الألآت مكبر صوت تنطلق منه المادة المسجلة على تلك الاصطوانات بصوت مرتفع ، وفي مشعرعرفات كان الله لأولئك بالمرصاد فهبت قبل إنتهاء اليوم ريح شديدة إقتلعت الخيام وبعثرت الحاجيات وشتت الجموع اعقبها في لحظات معدودات مطر قوي مصحوب باصوات رعد مخيف وبَرَدٌ لم يشهد الناس له مثيلا في تلك الحقبة فكان الجزاء فوريا ومن جنس العمل فماذا يقول الشاعر في وصف تلك النازلة :

البدع


ياتاجر التهم يبغى لك في الحجره عود
راعي المواتر كسب لاتاع منها بِرَد
الى سلم هرجة النمام والراديو
والمنعوج يعرفه قلبي وقرّ نعرفه


(1) تاجر التهم : نسبة إلى تهامة
(2) الحجر : المقصود – سوق الحجرة - والحجرة قرية في تهامة زهران لها سوق معروف مسمى باسمها
(3) عود : أي خيمة تنصب لممارسة التجارة
وقد يكون المقصد عودة إلى السوق ( اي رجعة إليه ) أو عود بمعنى جمل محمّل بالبضائع والمعنى في بطن الشاعر
(4) المواتر : السيارات المعدة لنقل البضائع
(5) تاع : كلمة تهامية بمعنى جاء - يقول شاعر تهامة في قصيدته المشهورة التي القاها بمناسبة قيام أهالي وادي العلي باعادة ابلهم المسروقة ( ابلنا تعتم بها لكن نبغي منكم البيان ) واستخدام الكلمة هنا ينم عن سعة اطلاع الشاعر والمامه بلهجات المناطق الأخرى وحسن انتاقائه للالفاظ إذ أنه من المناسب طالما أن المخاطب تاجرتهامي أن يأتي له بمفردة تهامية بحته .
(6) برد : يقصد حملة السيارة لمرة واحدة
(7) الى سلم : إذا تفادى ، هرجة : كلام
(8) النمام والراديو : النمام معروف والراديو يقصد به الانسان الرّدي الذي لاخير فيه .

وفي بيت واحد هو البيت الأخير لخّص الشاعر تجربة مخالطته للناس طوال حياته كلها ومعرفته باحوالهم - برّهم وفاجرهم غثهم وسمينهم صديقهم وعدوهم - حيث يقول – المنعوج يعرفه قلبي وقرّ نعرفه – أي انني اعرف الأعوج والسّويّ وهو ماعبر عنه بكلمة عامّية من لهجتنا المحليّة المتداولة وهي ( القارّ ) لتتفق مع ماخطط له في الرد عندما أتى بمفردة ( قرن عرفه ) كناية عن جبل الرحمة في مشعر عرفات ، وهذا البيت لاتقلّ قيمته الفنّية في نظري عن البيتين الذين اُشتهربهما الشاعر وهما ( يقل محمد ملاسي من رضي ماغبن – لاتعذلون العرب كلا برشده يعيش ) حيث اطلق عليه بعدهما شاعر الحكمة وهو للحق كذلك في كل اقواله التي وصلت إلينا.

الرد


يقل محمد ملاسي جا في الحج رعود
وجا نشايا من المولى وفيها برد
هذا جزا راعي الصندوق والراديو
لو مارحمنا هِلِكنا عند قرن (ا) عرفه


(1) نشايا : سُحُب ممطرة - يقول المولى عزّ وجلّ ( وينشئ السحاب الثقال )
(2) راعي الصندوق : صاحب البيكام
(3) قرن عرفة : كناية عند العوام عن جبل الرحمة .

هذا ما خلدّه الشاعر في ابيات اربعة لاخامس لها تجسد ما قد يحتاجه اديب في عدة فصول لتصل فكرته إليك أيها المتلقي فقل اللهم ارحم ملاسي واعف عنه فإنه يستحق منا الدعاء نظير ماقدّمه .( اللهم ارحم محمد ملاسي واعف عنه ، اللهم اكرم نزله ووسع مدخله وعافه واعف عنه ، اللهم وكما خلّدت ذكراه بيننا فخلّد جسمه واسمه في جناتك جنات الخلد يارب العالمين )

في الحلقة القادمة نكمل بحول الله تجربة الشاعر الثانية مع مواسم الحج والتي خلدها باشعار تفوح منها رائحة الصبر وطول المعاناة فالى أن نلتقي نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله .

أبوناهل 04-27-2010 06:26 PM


عدنا للمتعة من خلال إبراز مقومات الجمال
عند شاعر من اهم شعراء الحكمة في الجنوب
وأي تعليق بعد ماتفضلت به أستاذي سيفسد
متعة الإرتواء من هذا المعين المتدفق لذا
سأكتفي بإيراد صورتين ألتقطتا في ذلك الموسم

http://dc10.arabsh.com/i/01429/9z8a05nu5akx.jpg



http://dc10.arabsh.com/i/01429/dpvtjfx59355.jpg


شكراً لك عمي الفاضل ولاعدمناك .

نايف بن عوضه 04-28-2010 12:09 PM



يا سلام عليك يا ابو عبدالله 0 فملاسي رحمه الله يكاد ان يكون فريد في قصائده او هو فريد 0 كما انك فريد في متابعتك لعذب الكلام واهله 0 رحم الله ملاسي واسكنه فسيح جناته وجزاك الله خير على اثراء الساحات بما تطرح وان هذا التميز من الطبيعي ان تنفردون به وان يكون حكرا عليكم يا أل ابو عالي وعلى من تناسل منكم وفقكم الله ورعاكم 00

عبدالحميد بن حسن 04-28-2010 12:40 PM

.( اللهم ارحم محمد ملاسي واعف عنه ، اللهم اكرم نزله ووسع مدخله وعافه واعف عنه ، اللهم وكما خلّدت ذكراه بيننا فخلّد جسمه واسمه في جناتك جنات الخلد يارب العالمين )
شكرا لك يا ابا عبد الله وجزاك الله خيرا .

بن ناصر 04-28-2010 02:11 PM



قد يمر مطلع مثلي ويفهم جزءا يسيرا من معاني قصيدة الشاعر محمد ملاسي رحمه الله

لكن أبو عبدالله بتحليله الرائع للقصيدة وسبر أغوارها والشرح الوافي يعطي لها قيمة أفضل بفهم معانيها الجميلة وأبعادها

تسلم يا بو عبدالله والله يرعاك



سعيد راشد 04-29-2010 07:38 AM



http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1246421853.gif
أخي الكريم : محمد عجير
ســــــــــــلم بنانك ، وعلا شــــــــــــأنك

أسلوبٌ أدبيٌ راق ٍطوّعه فكرُك للدراسة النقدية الرائعة لشعر محمد ملاسي - يرحمه الله -، فها أنت تنتقي من قواميس البلاغة المفردات البليغة بكل سلاسة ومهارة لتصوغها في قالبٍ أدبيٍ بديع ؛ وهذا دليل ما تتمتع به من تمكّن واقتدار .

الشيء الممتع أيضاً هو ذكرمناسبة القصيدة وشرحها لنا بكل وضوح ، لترسخ في أذهان متذوقي الشعر الجنوبي والأدب عموماً ، ولتبقى عالقة في أذهان الأجيال في تتابع مستمر إلى ما شاء الله.

ساحاتنا تفتخر بك وبأمثالك ( كعبد الله رمزي ، ونايف بن عوضه ، وسعيد صالح المرضي ، وحسن الدوسي ، وسعيد الفقعسي , وغيرهم من ضيوفنا شعراء زهران - لا تحضرني أسماؤهم - )
وتشكركم على انبرائكم لإبراز هذا الموروث الشعري الجنوبي الذي نعتزَّ به ونتباهى ؛ ليظل متوارثاً جيلاً بعد جيل ؛ للتغنَّي به والاستهداء والاتّعاظ ، وللدعاء لمن نظمه ومن وثَّقه بالرحمات والجنات.

رحم الله محمد ملاسي رحمة الأبرار ، وأسكنه الفردوس الأعلى دار قرار ، مع الشهداء والصالحين الأخيار ، ورحم والدَيَّ ووالديك والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، إنه سميع مجيب الدعوات .

متمنياً لفكرك وقلمك التألق المستمر ، متّعك الله بالصحة وطول العمر.

لك مني أطيب السلام، وأزكى التقدير والاحترام .


سعد الهميلي 05-21-2010 02:40 PM

جهد رائع سلمت يدك وصح لسان الشاعر


معاني سامية وحكم جزيله

محمد عجير 07-06-2010 12:55 AM

ومع شاعرنا الفذ محمد ملاسي ومواسم الحج نتواصل فنقول :

سافر ملاسي ذات مرة إلى مكة للبحث عن عمل في موسم الحج ، والعمل في الموسم آنذاك يعد مصدر رزق هام لأغلب أبناء المنطقة الجنوبية من الطائف إلى نجران لأن معظمهم مزارعون أٌمّيون ليس لهم وظائف ولا مصدر رزق خلاف المزارع التي قد تجود بقدرة الله في بعض الأعوام وفي أغلبها لاتجود وكان الرجل اذا وجد عملا أو مايسمى ( بالطّلعة ) خلال الموسم يعتبر محظوظا لكثرة العرض وقلة الطلب ، وعندما نقول (سافر فلان ) فإننا نعني أنه تكبد من المشاق ماالله به عليم فقد ودّع أهله وأبناءه وأحبابه واتجه نحو المجهول فليس هناك وسائل اتصال يستطيع المسافر بواسطتها الإطمئنان على أهله غير الرسائل التي تحمل يدويا مع المسافرين من أبناء القبيلة ، والسفر في حدّ ذاته يعتبر قطعة من العذاب وخصوصا في تلك الأزمنة التي كانت المسافة من الباحة إلي مكة تستغرق سبعة أيام بلياليها ومثلها في العودة مشيا على الأقدام .

المهم عمل ملاسي لدى مطوف يدعى ( الحويت ) وكان معه أحد أبناء الوادي من قرية المردد وهو المرحوم ( سعيد الدميني ) جد الأخ الفاضل والزميل العزيز ( أحمد حامد الدميني ـ مدير عام التأمينات الإجتماعية بمنطقة مكة المكرمة حاليا ) ، والعمل لدى المطوف لايقل عما لاقاه المسافر من الباحة إلى مكة من مشقة فمطلوب منه العمل ( كصبي ) لمدة لاتقل عن شهر { يطبخ للحجاج طعامهم ( في حرّ مكة الشديد ) ويحمله إلي مقر سكناهم ويتولى توزيعه بينهم ويجلب لهم الماء للشرب والوضوء والإستحمام فليس هناك مايعرف حاليا ( بالوايتات ) ثم يشارك في حمل ونقل الخيام من مكة إلى المشاعر في منى وعرفات ونصبها هناك وإعادتها بعد المناسك إلى المستودعات ، فضلا عن نقل ما تحتاجه تلك المخيمات وأهلها من مستلزمات بدءا بالطعام والماء والكساء وانتهاء بالحراسة والبحث عن المفقودين من الحجاج ومعالجة المريض منهم ومساعدة العاجز وما إلى ذلك }.

خلاصة القول أن ملاسي كٌلّفَ إلى جانب ماهو موكل إليه باستلام الخيام التي تم جردها ( عذّها ) عليه في بداية المشوار وعليه أن يسلّمها كاملة في نهاية الموسم والا فقد بذلك إستحقاقه عن ( الطّلعة ) برمتها ، وهل تدرون كم كان إستحقاقه عن كامل الموسم ؟ إنه في أحسن الأحوال لايزيد عن مائتي ريال !!!!! ( رحم الله آباءنا وأجدادنا كم عانوا من المشقة والإذلال ).

إنتهى الموسم وعند عدّ الخيام اتضح أن إحداها لم تكن موجودة وربما أخذت من قبل أحد المطوفين المجاورين في الموقع عن طريق الخطاء أو أن شخصا ما من اللصوص ( وما أكثرهم في تلك المواقع ) استولى عليها دون علم ملاسي ورفاقه ؟ المهم أنها فقدت ، وبناء عليه لم يعط المطوف لملاسي أجرته ! ومع أن المصاب جلل والخطب فادح إلا أن شاعرنا لم يكن أشد إكتراثا بالذي حدث له مما سيناله من شماتة رفيق دربه ( دغسان ) الذي لو علم بالامر لم يدع له ( أي لملاسي ) جنبا يتكئ عليه ولهذا كانت ردة فعله الفورية صرخة مدويّة في المكان مضمونها ( دغسان لايدري ) ! لكن هيهات !! فدغسان يتصيد مواقع إيلام ملاسي ويأيته بالأخبار من لم يزود !

فماذا ياترى قال دغسان ليرغم ملاسي على تدوين تجربته المريرة تلك بنفسه لتكون شاهدا على قسوة الإنسان على أخيه الإنسان ؟!يقول رحمه الله :

نزّالة الأحسبة عالخطر والموسم
تسمع لهم ياملاسي فالجوا دلجن
درب القوافل تحصلهم حوي توّه
والشيخ ساعد يقولون ضاع تلخيمه


ولشرح البدع ليتفهمه القرّاء الكرام نقول :

كانت قوافل الحجاج قبل الحكم السعودي تتعرض للسلب والنهب وكان اللصوص يعترضون طرقها زرافات ووحدانا بل إن الحال وصل بهم ( أي باللصوص وقطاع الطرق ) إلى أن بعضهم يعرف منطقة البعض الآخر فلا يجرؤ على الإقتراب منها ومن تلك الأمكنة وادي يسمى وادى الأحسبة في تهامة حيث يتم اقتناص الحجاج القادمين من القرى الجنوبية للمملكة ومن اليمن فيه ، وكان الموقع يهيمن عليه مجموعة من الأفراد تحت إمرة رجل يقال له ( ساعد ) ولأجل أن يخلد دغسان ذكرى ملاسي هذه عبر التاريخ كان لابد له أن يأتي بمفردات تتناول الحدث مباشرة ( كالموسم ، والحويت وهو { إسم المطوف } وضاعت الخيمة )


فيقول في بدعه ـ نزّالة الاحسبة ـ أي النازلين والمتمركزين فيه من اللصوص وقطاع الطريق ، عالخطر والموسم ـ أي مقيمين على الأخطار منهم وعليهم ، والموسم يريد به ( التوسيم ) وهي لفظة ديروية بحته ترمي إلى مايحصل عليه شخص من آخر بدون رضاه ـ فيقال فلان وسّم في فلان أي كسب منه أموالا طائلة بغير وجه حق .

تسمع لهم ياملاسي فالجوا دلجن ، أي أن ضجيجهم علا وارتفع في الجو فاصبح مسموعا ـ وبلهجتنا المحليّة لهم إدّلاجة


درب القوافل تحصلهم حويّ ـ توّه / أي أخذوا أماكنهم السريّة وتمركزوا مقابل وعلى طول الطريق الذي تسلكه القوافل ، وشيخهم المدعو ساعد يقال بأن ماجمعه قد ضاع ، واللخم كلمة حضرمية تطلق في الأصل على اللحم الذي يجمعه الحجاج من بقايا الأضاحي ويقومون بتجفيفه ( في ظل عدم وجود البرادات ) حتى لايتعرض للتلف ليمكن اصطحابه معهم إلى بلدانهم فكنّى دغسان به هنا عن الغنائم التي حصل عليها شيخ اللصوص المدعو / ساعد من ضحاياه ضيوف بيت الله الحرام وكأنه يقول يذهب الحرام من حيث أتى .


وقد كان رد ملاسي رحمه الله على النحو التالي :

سافرت من بيتنا باحاضي الموسم
وزدت جاودت لاوانه جواد الجن
واش قرّبك ياملاسي ما الحويت أوّه ؟
لا قلت حاسب يقللي ضاعت الخيمة


باحاضي ـ أي بأشهد الموسم ، اما أوّه ـ فهي لفظة تقال للتحسّر

رحم الله ملاسي ودغسان وجمعنا بهما وجميع موتانا وموتى المسلمين في جنات النعيم .

علي ابوعلامه 07-06-2010 01:26 AM


سلمت الانامل وسلم الذوق والذائقة ابا عبد الله
اسلوبك الشيق روعة السرد القصصي ترابط الجمل
شرح المفردات بما يناسب القارئ وصف جو القصيدة ومناسبتها
الغوص في اعماق وذاكرة كل من صاحب البدع وصاحب الرد غفرالله لهم جميعا
وكانك عايشت الحدث ....... والكثير الكثير

اقول :
لك اقف اعجابا داعيا الله لك بالصة وطولة العمر في طاعة الله


عبدالحميد بن حسن 07-06-2010 04:52 PM

اخي محمد بن عجير :
بارك الله في جهودك واهتمامك بشعر هذه الرجل الحكيم ، واهتمامك بالشرح والتوضيح ، ومن ذلك شرحك لكلمة اللخم وربطها باللخم الحضرمي ، واعتقد ان هناك معنى آخر وهو ما يقصده الشاعر على ما اضن وهذا المعنى هو اخذ الشي بقوة او عنوة واذا تذكر ( كنا نقول التخمها من ايده ) عندما يأخذ احدهم من غيره الشيء بقوة .
وهذا رأي يحتمل الصواب والخطأ .

عبدالله رمزي 07-06-2010 05:50 PM

أبا عبد الله .. سرد جميل ورائع وشرح مفصل لتلك الأحداث والمداعبات تجيدها إجادة تامه
إضافاتنا ما هي إلا أشعار بالمتابعة فأنت لم تترك لنا ما نظيفه على القصيدة والشرح ..
شكراً لك

علي بن حسن 07-06-2010 09:06 PM

صحيح خير الكلام ما قل ودل بدع ملاسي ورد دغسان رحمهما الله بدع في صيغة سؤال في أربعة أبيات { محاريف } ورد في صيغة جواب غاية في البلاغة بلهجتنا العامية وزادها جمالاً وروعة شرحها لنا بأسلوبك الأدبي الراقي ...أنا أتفق مع الأخ عبد الحميد في معنى كلمة تلخيمه في أن القصد أن الشيخ ساعد ضاع كل ما التخمه من الحجاج
شكراً يا أبا عبد الله ولك تحياتي .

علي بن حسن

محمد سعد دوبح 07-06-2010 11:38 PM

ابوعبد الله سرد جميل ورائع وشرح مفصل لتلك الأحداث والمداعبات تجيدها إجادة تامه
إضافاتنا ما هي إلا أشعار بالمتابعة فأنت لم تترك لنا ما نظيفه على القصيدة والشرح فجزاك الله خيرا
ولاحرمنا متابعة كتاباتك الجميله والهادفه تقبل مروري ودمت بصفاء ونقاء0

غرم الله الفرنك 07-07-2010 03:41 AM

سرد رائع وموفق وواضح

لايحتاج الى إضافة

وفقك الله ورعاك

ونلتقي قريبا إنشاء الله

محمد عجير 07-07-2010 01:53 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى كل من شرّف متصفحي هذا سواء بالتعليق أو بالقراءة فقط أتقدم لهم جميعا وكلا بإسمه بالشكر والتقدير وآمل أن يكون مضمونه أو بعضه قد أضاف إليهم جديدا وألا يكون مكررا ممجوجا ، أما أخوي علي وعبدالحميد بن حسن فأقول لهما الحق معكما في تفسير قول الشاعر ( والشيخ ساعد يقولون ضاع تلخيمه ) فهو المعنى الأسهل والأبعد عن التكلف بل والأقرب إلى مادرجت عليه لهجة أهالي المنطقة فشكرا لهما أيما شكر على هذه الأريحية وهذ الأدب الجم وهذه الإضافة التي تدل على تذوقهما وغوصهما في أعماق نصوص الشعر الجنوبي ، وما نحن هنا إلا مكملين لبعضنا البعض هدفنا البحث عن الحقيقة وتدوينها فجزاهما الله عني وعن كل المتصفحين خير الجزاء
.

أحمد بن فيصل 07-08-2010 02:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير (المشاركة 100747)
ومع شاعرنا الفذ محمد ملاسي ومواسم الحج نتواصل فنقول :



درب القوافل تحصلهم حويّ ـ توّه / أي أخذوا أماكنهم السريّة وتمركزوا مقابل وعلى طول الطريق الذي تسلكه القوافل ، وشيخهم المدعو ساعد يقال بأن ماجمعه قد ضاع ، واللخم كلمة حضرمية تطلق في الأصل على اللحم الذي يجمعه الحجاج من بقايا الأضاحي ويقومون بتجفيفه ( في ظل عدم وجود البرادات ) حتى لايتعرض للتلف ليمكن اصطحابه معهم إلى بلدانهم فكنّى دغسان به هنا عن الغنائم التي حصل عليها شيخ اللصوص المدعو / ساعد من ضحاياه ضيوف بيت الله الحرام وكأنه يقول يذهب الحرام من حيث أتى .


.

أرى أن شرح أبي عبدالله في هذا الجانب لم يخرج عما ذكره أبوياسر وأن التلخيم إذا كان أخذ الشئ عنوة فاللصوص يجمعون غنائمهم بالأخذ من الناس عنوة وسرقة ما لديهم.
وبالتالي فإن ضياع التلخيم يعني ضياع ما التخموه وسرقوه والمعنى واحد

وتقبلوا تحياتي
[/color]

أبوناهل 07-09-2010 04:30 AM


ليس بمستغرب على أستاذي القدير : أباعبدالله
هذا التجلي ولن آتي بجديد إن أكدت أن أسلوبه الشيق
يعد محفزاً لي على الأقل لإعادة قراءة القصائد التي
يتناولها بالتحليل وفهم مدلولها .

ربما وأؤكد على ربما أن شاعرنا المحبوب دغسان
رحمه الله قد قال في المحراف الأخير :

( والشيخ ساعد ........ أوضاع تلخيمه )

والسبب في ذهابي لهذا التصور أن الشاعر دغسان رحمه الله
لم يعهد عليه أن كرر مفردتين في البدع والرد .....
صحيح أن مفردة (ضاع ) تختلف كتابياً عن (ضاعت)
ولكن أعتقد ورأيي يحتمل الكثير من الخطأ أن المفردتين
مختلفتين أي أوضاع في البدع والضياع في الرد
وربما مرجع ذلك لأن هذه القصيدة قيلت
قبل أكثر من نصف قرن والله أعلم .

أبوناهل 11-23-2010 02:04 PM

هذه الإضافة من الأستاذ : أحمد الثابت
إبن الشاعر الكبير محمد ملاسي رحمه الله



بسم الله الرحمن الرحيم


بمناسبة إنتهاء مناسك الحج في احد الأعوام السابقه التي عاش فيها الشاعر محمد ملاسي قال هذه

القصيده بدعاً ورداً منه رحمه الله ونحن نذكرها هنا بمناسبة انتهاء مناسك الحج لهذا العام 1431هـ



البدع

ناس عنه زال كثر الهم والشيب راح

ولا يطاوع هروج الزود والحجفــات

يرضى ويفرح وبعد الزفر ونحن بعــد

والدخن إذا جا المخايل بلدك ياغريب


الرد

يقل ملاسي معي في المدّعى شيبراح

وكل واحد قضى المطلوب والحج فــات

جمع الحجوج افلحوا من مكه ونحن بعد

ولا اسمع إلا المنادي بلدك ياغــريـــب

محمد عجير 11-25-2010 08:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


إنتهى أحد مواسم الحج التي شهدها الشاعر محمد ملاسي فكانت هذه الرائعة وهي بدع وردً منه رحمه الله تعالى ونحن نذكرها هنا بمناسبة انتهاء مناسك الحج لهذا العام 1431هـ


البدع

ناس عنه زال كثر الهم والشيب راح

ولا يطاوع هروج الزود والحجفــات

يرضى ويفرح وبعد الزفر ونحن بعــد

والدخن إذا جا المخايل بلدك ياغريب


الزود / اصحاب زوائد الكلام _ الحجفات / فلان اجحف فلان اذا تعدى عليه أو ظلمه والمقصود اهل الحجج الباطلة
بعد الزفر ونحن بعد_ أي يرضى ويفرح بعد أن كان يحنًً ويزفر
المخايل _ المطر، بلدك _ أصل الكلمة( بلا دكً ) أي بدون دك ، ياغريب _ الغرايب آنية تحفظ فيها المحاصيل الزراعية ومنها الدخن
والمعنى الاجمالي وصف حالة شخص ( ما ) ابدله الله فرحا بعد حزن وفرجا بعد كرب ومع ذلك كان يخفي مشاعر الفرح كما اخفى مشاعر الحزن من قبل وكأنه الدخن الذي واراه صاحبه في الغرايب حماية له من الامطار

هذا مافهمته من النص ولعلي لم اوفق في نقل الصورة التي ارادها الشاعر لكن عذري اني مجتهد وبالطبع ليس كل مجتهد بمصيب .

الرد

يقل ملاسي معي في المدّعى شيبراح

وكل واحد قضى المطلوب والحج فــات

جمع الحجوج افلحوا من مكه ونحن بعد

ولا اسمع إلا المنادي بلدك ياغــريـــب


في المدعى شي براح _ أي متسع بعد أن غادرها الحجاج

محمد عجير 12-14-2010 10:41 AM


(علّة ملاسي تستعصي على الحكماء)

كان دغسان رحمه الله من اشد الناس التصاقا بالشاعر محمد ملاسي ومن أقربهم الي نفسه، ولأنه شاعر مثله فانه ليس بمستغرب أن يكون هو الأعرف به و بمعاناته وما تنطوي عليه سريرته وإن لم يكن ذلك على سبيل الاطلاق الا انك تجده جليا في العديد من النصوص الشعرية التي اتحف بها الشاعران متذوقي هذا الفن من ابناء المنطقة الجنوبية،

وفي المقطوعة التالية ومايليها تتجلى هذه الفرضية بمالا يدع مجالا للشك، بل وتؤكد على أن دغسان رحمه الله هو الأجدر باستظهار ماكان محمد ملاسي رحمه الله يحاول اخفاءه وكتمانه من معاناة نفسية وربما جسدية ايضا حتى عن اقرب الناس اليه وماتلك المعاناة الا نتاج طبيعي لما افرزته تقلبات الدهر وظروف الحياة القاسية التي عاشها ( اعني ملاسي ) لكن ولأنه وهو المشهود له بالعصامية والقدرة على التحمل لم يشأ البوح بما يختلج في نفسه ويعبرعما بداخله من مشاعر شعرا كان أو نثرا درءا لشماتة الشامتين وكلام المغرضين فآثر الصمت وكأني به ولسان حاله يقول ( صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ )

الا أن فراسة دغسان وقدرته على قراءة تنهدات ملاسي وملامح آهاته التي كانت تخفى على كثير ممن حوله لم تكن بمنأى عن تخطيط دغسان المغلف بالدهاء والمكر الحسن إن شئت كي يقوم ( أي ملاسي ) باخراجها على الملأ دون تهرب أو سعي للي اعناق النصوص ،


ولك أخي المتصفح أن تتمعن في هذا الطرح الذي استنطق بموجبه دغسان رفيق دربه ليضع معاناته أو ( ينشر غسيله ) باللهجة الدارجة أمام الآخرين بكل شفافية ووضوح لترى مدى مايتمتع به كل من الشاعرين من ذائقة شعرية اقل ما يقال عنها أنها ( مبهرة)

البدع ( من دغسان )

والله اني آحب ذا بين الملا سيمتا
وآحب ذا يشتري ما العود وامتان طيب
لكن ربي ينقّض كل فتلا حكيم
اسمع كلامي ولا تقعد تعلّه عليل
والهجرة اصبر لفتنتها وبدوايها


فالهيئة الحسنة للإنسان تعبير عملي عن ذوق رفيع وإحساس بالجمال، وحُسْن مظهر الشخص الخارجي يتضح من طريقة حديثه وصمته وحركتة وسكونه ودخوله وخروجه وسيرته العملية في الناس بحيث يستطيع من يراه أو يسمعه أن ينسبه لأهل الخير والصلاح والديانة والفلاح .
وإنسان هذا نعته لاشك أنه مقبول محبوب قريب من الناس فالعين حين تقع على حَسَنِ الهيئة والهندام ترتاح لرؤياه وتنعم للقياه , لأن الشئ الحسن مُبهج , مرغوبٌ فيه ،
عن عبد الله بن عباس _ رضي الله عنهما _ قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : إن الهَدْيَ الصالح والسمتَ الصالح والاقتصاد جُزءٌ من خمسةٍ وعشرين جزءاً من النبوة )) رواه أبو داود

ولقد عبردغسان وهو المربي الفاضل والقدوة الحسنه عن اعجابه بالرجل المتصف بالسمت واقسم على ذلك فقال ( والله اني آحب ذا بين الملا سيمتا ) ولأن الرائحة الزكية جزء من المظهر الحسن بل قد تكون عنوانا له فإن الشاعر لم يغفلها هنا بل صرح بها ولم يلمح لكنه استدرك فاشار بعدها مباشرة الى أن لكل قاعدة شواذ فقال ( لكن ربي ينقّض كل فتلا حكيم ) فلا يغرنّك مظهر شخص ما فتحكم عليه من خلال مظهره حكما قطعيا ازليا فإن الله قادرعلى أن يفضح سريرة ذلك الذي اعجبت به فيتضح لك عكس ماكنت تعتقده ( ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ) ولذا فقد اكّد على نصيحته تلك بقوله ( اسمع كلامي ) وانتفع به ( ولا تقعد تعلّه ) أي تردده دون الاستفادة منه ( عليل ) مفعول مطلق من ( تعلّ ) ثم ختم رائعته هذه بجملة هي بمثابة القاعدة التي يجب أن يراعيها المرء في كل مراحل حياته وهي الصبر على ما تبديه له الدنيا وما تخفيه من اقدار وفتن فقال ( والهجرة اصبر لفتنتها وبدوايها ) .

اما الرد فقد جاء من ملاسي كما اراده دغسان واضحا جليا لا لبس فيه فقال :




متى تفيق وترضى ياملاسي متى
ومتى بعد ينتهي ذا الشر ومتى نطيب
لو كان من ديرة امريكه يجينا الحكيم
إنه ليقفي وانا تحت الصخونة عليل
وعلتي ما يجي الدكتور بدوايها


ولاحظ هنا أن امريكا منذ ذلك الوقت تتبوأ قمة التقدم في جميع المجالات ومنها الطب لكن على الرغم من ذلك فقد اعيت ( علة ملاسي ) اطبائها وحكمائها فمات بها رحمه الله دون علاج وصدق الله القائل ( فلولا إن كنتم غير مدينين ، ترجعونها إن كنتم صادقين ) رحم الله ملاسي ودغسان وموتانا وموتى المسلمين وجمعنا بهم في جنات النعيم .


الساعة الآن 11:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir