![]() |
أنا يا أبا صالح كدت أكون مثلك ولكن قدر الله ولطف ..جت في الثور ولا فيه والحكاية أننا كنا عصبا مع سعيد ابن هضبان رحمه الله وكان كلا الثوران يسوقان على اليسار ولكن الميزة في ثورنا أن السائق يجب أن يكون قريب من رأس الثورين بحيث يقبع بقعر [ المقبض] العرقة على رقبة ثورنا بأن يعلي على اليمين وثور ابن هضبان كان أي حركة يراها من الثور المجاور كأن يحاول يعلي على اليسار يعتبرها حركة عدوانية ويحاول الهروب منها وأنا كنت السائق في ذلك اليوم والوالد رحمه الله يحرف [ يصرف] الماء في ركيبتنا العجمية ومن شدة الإجهاد لم أدخل بين الثورين وأوجه كل واحد إلى مساره وضليت خلفهما وقلت عل وبحكم التعود أتجه ثورنا لليسار وأعتبر ثور عصيبنا أن تلك حركة عدوانية وخرج من المجرة وقفز في القف وأتجه للفلج الذي يوصل بين رأسي البئر ولمن لا يعرف بير المدرة هي بئر واسعة الفوهة ولها رأسين ومجرتين غربية وشرقية وبين القفين فلج على حافة البئر أتجه الثور من الفلج والعداد في ضهره بأتجاه الرأس الغربي وعند منتصف الفلج بين البئرين سحبته العداد وسقط في البئر كل هذا كان أمام عيني والدي رحمه الله وجاء يجري وأول ماتطمن علي قال أنت سالم ومن هول ما رأيت تعجمت وضليت أبحلق فيه .. وبسرعة حط عن ثورنا عداده وسحب الرشاء وربطه في قرن البئر وكانت البئر منتصفة الماء وصاح والدي بأعلى صوته ريح الله ياريح الله الأرشية يا أهل الأرشية ونزل في البئر وهو متمسك بالرشاء المربوط بالقرن وهو يقفز على جنبات البئر حتى وصل إلى الثور وركب على جنبه وصاريرفع رأسه عن الماء حتى يستطيع التنفس وتوالت الصيحات من قرية القصعهة إلى الطرفين فالعبالة والمناشلة والمردد وحتى قرية الهويلة وفي أقل من ثلث ساعة كانت المدرة الركيبة ممتلئة بالفزاعة وأطلعو الثور وكان مكسور الضهر ووضعوه في أسفل المجرة وذكوه قال : والدي أسمعوا ياجماعة ترى ثوري عوض لأبن هضبان في ثوره وكان سعيد أبن هضبان حاضر قال ياجماعة هذا قضاء الله وقدره وثوري ما أخذ فيه عوض أعتبروه صدقة لوجه الله وتشركوه يا من حضر والله يبيض وجوهكم ويعطيكم العافية والحمد لله على سلامة ولدك ياحسن لوكان سحبته العداد كان راح مع الثور ولكن قدر الله ولطف ...كنت بالحقك يا أبو صالح ولكن الله قدر ولطف كنت خلف الثورين ولو كنت بينهما كان سحبتني العداد شكراً يا أبا صالح لسرد هذه التجربة المريرة . علي بن حسن |
رفيق الدرب : صياغة مميزة لقصة مميزة في صفحة مميزة من رجل مميز دام عطاؤك ودام لك التميز |
منذ فترة ونحن ننتظر قصة رفيق الدرب .. الآن اتضحت التفاصيل ولا نستطيع أن نقول بأنها قصة رائعة .. بل قصة تحمل في ثناياها الكثير من الأحداث أولها : المأساة والصدمة القاسية على الأم عندما يهوي إبنها في القاع أمام ناظريها .. وهناك مسألة التصرف السريع بطلب النجدة ثم الفزعة والتصرف الحكيم بقطع الأرشية والإنخراط في عملية الإنقاذ .. مسألة مهمة جدا وهي نزول أفراد آخرين من الفزيعة وعدم السماح للأب بالنزول رأفة بحالة لو لا سمح الله وجد أبنه في منظر لا يسر ..والإختبار الطبي ( إدع أباك - بنفس لهجة المرحوم ) ومع قسوة الحياة لازال هناك عطف وحنان أبوي ( فديت الحس ) .. الشهامة تجلت أيضا بذبح الثور وتوزيعة للجماعة بما في هذا القرار من خسارة جسيمة من الصعب تعويضها لكن الثقة بالله جعل الأب يتخذ هذا القرار .. والعمة أيضا كانت بديلا عن الأم في عملية اللف بالحوكة وما صاحبها من استغلال فطري للموقف من أجل الحصول على التمرة لأنه من غير الممكن الحصول عليها في وقت السعة إلا عندما يفد الضيف أو مناسبة هامة .. تلك الأيام العصيبة بمآسيها وفقرها لازلنا نتحدث ونتذكر جمالياتها .. الآن ولله الحمد نطوف على محلات التمور ونحتار أي نوع هو الأفضل حتى نشترية واحيانا تطوف عليه الأيام بعد فتحة ويرمى .. وإذا صادف أن كانت ست البيت حصيفة حولته إلى معمول .. لك الحمد ولك الشكر يا الله لإهتمامي بالربط التاريخي للأحداث أتوقع أن الملا عبدالرزاق ( لأنني درست وتعلمت في مدارس القطيف عدة سنوات لازال مصطلح الملا على لساني ) كانت حادثته عام 1368- 1948 م تلك الفترة كانت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بثلاث سنوات وهي بداية النهاية للفترة العصيبة التي مات الناس فيها جوعا ومنهم من هرب إلى مكة مصدر الحياة والرزق ومنهم من هاجر إلى السودان وإلى توكر وأسمرة والحبشة .. ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) الآن السودنيون يبحثون بشق الأنفس عن فيزا للوصول إلى ديارنا والحبوش والإريتيريون يتكبدون أقسى المشاق في زوارق الموت حتى يصلوا لليمن ومنها مشيا على الأقدام مئات الكيلو مترات إلى السعودية حتى يحصل على وظيفة راعي غنم أو باني حجر .. ولا نعلم عن مصير أبنائنا وأحفادنا إذا لم يستجب الخالق لدعاء طويل العمر بأن ( يطول الله في عمره ) عندما كان يقصد ( البترول ) فمن المؤكد أنه قالها بعفوية عندما وصلته أخبار ببداية النضوب الخطير .. وصحارينا وجبالنا لا تغني ولا تسمن من جوع خالص الشكرلأبو صالح الذي أمتعنا بهذه القصة وسرح بنا الخيال لكي نطيل عليكم بهذا الرد والتسحيب الخارج عن النص مع اعتذاري وتقديري للجميع |
رفيق الدرب علي بن حسن عندما تكتبان فليس أمامي إلا الإنصات والاستمتاع ، وعليكم ومعكم بعض من هم في سنكم واصغر منكم قليل تقع أهمية ونوعية هذه المشاركات وهذه النوعية من الطرح الذي يحكي فترة زمنية من عمر وادي العلي ، ورواية القصة لديكم تشعر وأنت تقراها أنها حصلت البارحة أو ذا قبله ( ما شاء الله ) على قوة الذاكرة ودقة الوصف وسلاسة الأحداث وسهولة العبارات وأيضا اشعر وكأنني اسمعها لا اقرأها، واعتقد أنكم مقصرين في حقنا نحن الجيل الثالث من ( الجوال) أبناء الوادي في عدم تكثيف مثل هذه الروايات التي قد تعتقدون أنها عادية بينما هي مهمة للتاريخ وجميلة للاستمتاع ومفيدة للدروس والعبر ،واقسم بالله العظيم ان معظم ما تعلمته من علوم الحياة والمرجلة والإدراك والحكمة كان من القصص التي كان يرويها والدي والرجال الذين كنت استمع لهم في مجالس كثيرررة ,,, أتمنى مواصلة إثراء هذه الصفحة بالمزيد من القصص لتكون عبرة وعظة لنا ولغيرنا وللأجيال القادمة لأنكم ان لم تذكرونها انتم فسوف تنسى وتنتهي رغم الجماليات المتعددة فيها .. انتظر المزيد وانتم تقدرون وانحن نستاهل... وفق الله الجميع ,, |
. ***** استمتعت بالقصه وبالاسلوب السهل والممتع وذكرتنا يا أبو صالح بالعم عبدالله العجمه الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنه فأذكر مره تشرع معنا في بير الحالسه ونزا في البير ولم يغطس راسه في الماء وأما السوق والثيران فـ بير اللفج من اطول الآبيار وكان والدي الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنة إذا احد كفاه السوق يحرص على التواجد قريب من القف حتى إذا رجع الثور بالغرب يبادر بتثبيت الرشا حتى ينكب ما في الغرب في البير ويخفف الحمل عن الثور وبالمثل إذا تخلطت العداد والثيران معلّيه وبيني وبينكم الوالد يثق ويعتمد على مسفر اكثر من اي شخص تحياتي أبا صالح ***** |
اقتباس:
====================================== وأنت الأروع يا أبا ناهل والهدف هو إدخال السرور على الأنفس فنحن نعاني من حيا ة بئيسة كثيرة همومها ونحتاج إلى بعض القصص المسلية لتطفئ ولوشيئامن لهيب تلك الهموم. وش------كرا لك |
اقتباس:
=================================== يسعدني إعجابك بما أكتب يا أبا ياسر ويعود الفضل لهذه الزاوية التي استحدثتها لتكون متنفسا لنا شكرا ل--------------------------------ك |
اقتباس:
============================ لا أبدا ما سطرته هو إثراء للموضوع وخآصة لشباب اليوم وحمدان العاصمي ترى ما هو على خبرك يا أبا أديب صار يميل إلى الصمت وأصبح كثير النسيان وهكذا هي الحياة ، والله يحسن خاتمة الجميع لك تحياتي . |
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
================================== أسعدني مرورك وتعليقك الجميل وأما الحصول على التمرة فهذه فرصة يجب أن أنتهزها لأن مطلبها في أيام العافية دونه خرط القتاد وكما تفضلت فعمر الشقي بقي وعندما قلت في ثنايا ردك وتعيش ..... وضعت يدي على قلبي مخافة أن تقولي : تعيش وتأكل غيرها ولكن جاءت سليمة والحمد لله ويارب حسن الخاتمة شكرا على تواجدك. |
اقتباس:
================================= بل أشكرك أنت على هذه الإضافة الرائعة وكأني أنظر إليك وأنت ذاهل مما حدث وعيناك شاخصتان في الواقع أنه منظر مروع وليت كمرة ( أبو أديب ) لها حضور ولكن الحمد لله على السلامة . وفي ذات يوم طاحت دراجة عمتي معيضة بنت مسفر - رحمها الله - في بئر سد أحمد واندرت مسفر فوق الغرب ومعها ثور صلف وما أن وصل إلى الماء وأراد التقاط الدراجة نخف الثور وأعلى بمسفربسرعة هائلة وكانت كما تعرفها ( ذيبه ) تعلقت في رقبة الثور وهي تردد ( بسم الله عليك ياولدي بسم الله عليك يا ولدي ...................... ) ومسفر يصيح ولا زال راكب فوق الغرب ( أوه يامه أوه يامه ) وإذا هو باد علينا من القف لازال ذلك المنظر ماثلا أمامي والثور له نخيف وكأنه ملقوص . تصور ماذا كان سيحدث له لوما تعلقت في رقبة الثور وهي تمسك برباطه. |
الساعة الآن 12:45 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir